دماء أمام غية حمام الحاج محمد.. "الفرع الأعوج" يقتل كبير عائلته في الفيوم - صور

"قد ينفع الإصلاح والتهذيب في عهد الصغر.. والنشء إن أهملته طفلا تعثر في الكبر" بيت من الشعر ضمن قصيدة كانت تدرس للأطفال بالمدارس الابتدائية تحت عنوان النخلة المعوجة، يؤكد أن محاولة إصلاح الأخطاء لدى الشباب بعد الطفولة عملية محفوفة بالمخاطر كما حدث في الفيوم مع "الحاج محمد" حينما وجد أحد شباب عائلته يسير في الطريق الخطأ حاول إصلاحه وتهذيبه ومنعه عن صحبة السوء فما كان نصيبه إلا طعنات أنهت حياته من ذلك الفرع المائل.
قبل 6 سنوات بلغ المحاسب محمد كمال الدين والذي كان يعمل مديرًا عاما للسياحة بديوان عام محافظة الفيوم، سن التقاعد ليبدأ بعدها رحلة البحث عن هوايات يقضي بها وقت فراغه، فعمد إلى تربية الطيور والحمام فوق سطح منزله في منطقة التفتيش بمدينة الفيوم، بجانب اهتمامه بشؤون عائلته التي يمثل عميدها.
أحد شباب العائلة شذ عن قواعدها وسار في طريق الهلاك وتعاطي الممنوعات، رفقة صحبة السوء، كما يؤكد أهالي منطقة التفتيش التي تقيم فيها العائلة، والذين لم يعجبهم أيضًا حال الشاب حتى أطلقوا عليه لقب "الفرع الأعوج".
الحاج محمد حاول كثيرًا إصلاح حال الشاب "م" البالغ من العمر 27 عامًا، ومنعه عن رفقة أصحاب السوء، حتى وصل به الحال إلى حبسه داخل حجرة بشقته في منزله بالطابق الثالث حتى يعود لصوابه ويبتعد عن الممنوعات.
تمكن الشاب حسب اعترافاته في التحقيقات الجارية في الواقعة، من الخروج من محبسه العائلي، واستغل فرصة صعود الحاج محمد كبير العائلة إلى سطح المنزل لممارسة هوايته في إطعام الحمام داخل الغية الخاصة به، وباغته بطعنات قاتلة استقرت في جسده وأردته قتيلًا.
اللواء ثروت المحلاوي مدير أمن الفيوم، تلقى إخطارا من العميد محمود مفتاح مأمور قسم الفيوم" أول" بمقتل محمد كمال الدين، 66 عاما، مدير عام السياحة السابق بديوان عام محافظة الفيوم، وحالياً بالمعاش ومقيم بحى التفتيش.
كشفت التحريات التي قادها المقدم أحمد طرفاية رئيس مباحث قسم الفيوم "أول" ومعاونه الرائد مصطفى قرنى، تحت إشراف اللواء ياسر صلاح مدير إدارة البحث الجنائى بالمحافظة، أن المجنى عليه صعد سلم العمارة التي يقطن بها متجها نحو السطح لإطعام الحمام الذي يقوم على تربيته.
وأشارت التحريات إلى أن المجنى عليه فوجئ بقريب له يدعى "م.ع.ع" 27 عاما يقفز إلى سطح العمارة، ويلهث وراءه وعاجله بعدة طعنات في البطن فأرداه قتيلا فى الحال، انتقاماً منه على حبسه داخل المنزل عقابا له على إدمانه المخدرات جرى نقل جثة القتيل لمشرحة مستشفى الفيوم العام.
وجرى القبض على المتهم، بواسطة قوة أمنية قادها اللواء أشرف عبد السميع مساعد مدير أمن الفيوم، والذى اعترف بارتكابه واقعة قتل كبير العائلة، انتقاما منه على حبسه ومعايرته بأنه مدمن مخدرات، فقرر أحمد عصام وكيل نيابة بندر الفيوم، حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.