لعنة الميراث وتحريض امرأة.. "هاني" كسر صيامه ب9 طلقات في أجساد أشقاءه الثلاثة

بينما وقت المغيب إذ تنسدل خيوط أشعة الشمس خلف الغيوم، لم يمهل "هاني" شقيقاه لتناول وجبة الإفطار فأمطرهما وثالث بالرصاص مرتكبًا مذبحة أسرية في رمضان.
منزل عائلة بشارع الجمعية الزراعية بحي الوراق شمال الجيزة أضحى محط أنظار الجميع. لا صوت يعلو فوق لحظات الرعب في مذبحة أسرية تقف اليد حائرة بحثًا عن كلمات تصف بشاعتها ويقف العقل محاولا استيعاب ملابسات يشيب لها الولدان.
داخل قسم شرطة الوراق المطل على كورنيش النيل، هدوء حذر أطبق على الأجواء، الكل ينتظر مدفع الإفطار بعد عناء يوم مفعم بالبلاغات والخدمات لكن إشارة جهاز اللاسلكي كان لها رأي آخر.
تلقى العميد محمد سلامة مأمور قسم الوراق إشارة من إدارة شرطة النجدة بسماع دوي إطلاق نار بشارع الجمعية الزراعية بمنطقة وراق العرب ووقوع قتيلين ومصاب.
وجه اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة بسرعة الانتقال إلى محل البلاغ بقيادة فرقة الوراق وأوسيم تنسيقا مع الأدلة الجنائية وقطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم.
التحريات التي أشرف عليها العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع الشمال، بينت أن موظفًا بالمعاش لديه 9 أبناء (7 ولاد - بنتان)، ساهم في تزويج 5 رجال مع منح شقة للك من ابنتيه بعقار ملكه، وأنه يقيم ونجلاه -لم يتزوجا بعد- في شقة بالطابق الأرضي.
خلال الفترة الأخيرة، طالب الشابان أبيهما "عايزين نتجوز.. ساعدنا يا أبويا زي ما عملت مع اخواتنا" فجاء الرد "عملت اللي عليا خلي اخواتكم يساعدوكم"، وذلك في إشارة للخمسة المتزوجين.
أحد الأشقاء الخمسة يدعى "هاني" موظف بهيئة السكك الحديدية، عارض حديث الأب رافضًا مساعدة شقيقيه قائلا: "الدنيا بقت غلا والحياة صعبة" في حين وافق آخر على مد يد العون لهما "هنشوف ممكن نساعدكم إزاي".
أمس الثلاثاء، هبط "هاني" درجات السلم وصولا إلى الطابق الأرضي بمنزل العائلة، أمطر شقيقاه ب8 طلقات من بندقية آلية وأصاب ثالث كان في طريقه لاكتشاف مصدر صوت الرصاص بطلقة في الفخذ.
لاذ المتهم بالهرب خشية ضبطه من قبل الشرطة التي فرضت طوقًا أمنيا بمسرح مذبحة أسرية أضحت حديث الساعة يتناقلها سكان الحي الشعبي.
مع ابتعاده عن مسرح الجريمة، اتصل الجاني بأخته التي تجاور شقيقهما المصاب في المستشفى كاشفًا له عن سبب فعلته: "قتلتهم علشان أبوكي مش عايز يدينا حقنا".
المقدم هاني مندور رئيس مباحث الوراق، ومعاونيه الرائد حسان الدجوي والنقيب أحمد ماهر أعد أكمنة ثابتة ومتحركة في الأمنك التي يتردد عليها الجاني لضبطه.
جرى إيداع الجثتين مشرحة زينهم تحت تصرف مصلحة الطب الشرعي ونقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم تمهيدا لسماع أقواله.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.