يستعد أقباط مصر لبدء أسبوع الآلام، الأحد المقبل، مع قداس أحد السعف، الذي ينتهي بصلاة الجناز العام ويبدأ من بعده أسبوع الآلام ويتم وضع اللفائف السوداء على جدران الكنائس طوال الأسبوع، الذي ينتهي بقداس سبت النور ثم أحد القيامة. وفي إطار ذلك، اعتاد الأقباط عددًا من التقاليد التي يتبعونها خلال هذا الأسبوع، الذي يعتبر الأقدس لديهم خلال العام، حيث يمثل أحداث تسليم السيد المسيح وصلبه وآلامه، ثم ينتهي بقيامته من الموت في اليوم الثالث- وفق العقيدة المسيحية. ويستعرض مصراوي، أبرز عادات الأقباط في أسبوع الآلام على النحو التالي: يقوم الأقباط المصريون بعدد من العادات التي تميزهم عن أي من الشعوب الأخرى، حيث يقومون بربط حياتهم اليومية بطقوس أسبوع الآلام، واختاروا ما يلائمه من ملابس ومأكولات وممارسات تتوافق مع هذا الأسبوع الحزين وصلواته المقدسة. أحد السعف أحد السعف يحتفل فيه المسيحيون بعيد دخول السيد المسيح الى أورشليم راكبًا على "جحش"، حيث استقبله أهلها بسعف النخيل وبالترحاب الشديد حتى أنهم افترشوا ملابسهم أمامه للمرور عليها احتفالا بقدومه إليها، وتخليدًا لهذا، يقوم الأقباط برفع سعف النخيل خلال الزفة التى تعبر عن ذلك فى قداس أحد السعف، ثم يمنع رفعه بعد انتهاء القداس نظرا لدخول الكنيسة فى حالة حزن واستعدادا لصلاة البصخة التي لا يجوز فيها استخدام أى مظهر من مظاهر الفرح. الجناز العام يقوم الكاهن برفع صلاة الجناز العام على الأقباط جميعا ويرش الجميع بالماء المقدس، عقب قداس أحد السعف مباشرة، حيث يمنع الطقس الكنسي صلاة الجنازة على أي شخص يتوفى خلال أسبوع الآلام وصولا إلى العيد حيث لا يجب رفع البخور داخل الكنيسة إلا يومىّ الخميس " خميس العهد " والسبت "سبت النور". الطعام في أسبوع الآلام يشتهر أسبوع الآلام بتناول عدد من المأكولات التى اختارها الأقباط للتلاءم مع طبيعة هذا الأسبوع المقدس فيتناول الأقباط "الفريك" يوم الاثنين الذى يلى أحد السعف مباشرة، ثم العدس في يوم خميس العهد، وأخيرا الإفطار بعد صوم انقطاعي عن الطعام طوال اليوم على "خل" يوم الجمعة العظيمة، وهى نسبة لمشاركة الأقباط للسيد المسيح الذى طلب شرب الماء وهو معلقا على الصليب، فأتاه الحرس بإسفنجة مغمورة بالخل ليشرب منها، ثم يتناول الأقباط فى هذا اليوم "الفول النابت" والطعمية. منع التقبيل يوم الخميس نصت طقوس الكنيسة على منع التقبيل تمامًا منذ ليل الأربعاء وطوال يوم خميس العهد، وحتى الانتهاء من قداس العيد يوم سبت النور، وذلك لتذكير الأقباط بقبلة "يهوذا" كقبلة خائن، والتي هى علامة لتسليم يهوذا- أحد تلاميذ المسيح- له وهو ما قاله السيد المسيح وورد في النص الإنجيلي: "أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟". غسل الأرجل يتميز طقس قداس خميس العهد بقيام الكاهن بغسل أرجل الشمامسة والرجال، اقتداءً بما قام به السيد المسيح في هذا اليوم بغسل أرجل التلاميذ، وهو يعبر عن العشاء الأخير للسيد المسيح مع التلاميذ قبل أن يسلم لأيدى الجنود الرومان على يد يهوذا الخائن. سبت النور سبت النور سمى بهذا الاسم تعبيرا عن خروج النور المقدس من قبر المسيح، يوم السبت السابق لعيد القيامة، وفيه تصلى الكنيسة قداس العيد الذى يمتد حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، وتتلقى خلاله الكنيسة التهانى بعيد القيامة.. وقديمًا اعتاد المصريون مسلمون وأقباط، بوضع "كحل" في أعينهم احتفالاً بسبت النور.
