عبر يوتيوب.. أخصائية تربية تدرب الأمهات على التعامل مع أطفالهن

عقب تخرجها من قسم التربية الخاصة بكلية التربية لم تكتف "دعاء هنداوي" بذلك لتقرر تكملة دراساتها العليا في مجال التربية النفسية الذي أحبته وتأثرت به لتعمل بعد ذلك أخصائية للتربية الخاصة بمراكز تعديل السلوك للأطفال، لكن في مارس 2020 وجدت "هنداوي" نفسها بسبب الحظر في المنزل مع إغلاق مراكز الاستشارات للحد من انتشار العدوى فقررت "هنداوي" ممارسة وظيفتها المحببة إليها من المنزل.
"أولياء أمور كتير كانوا بيتواصلوا معايا وبيبقوا عايزين يعرفوا يعملوا ايه مع ولادهم في البيت، لأنه الأولاد مكانوش في المدرسة والأهالي كتير منهم في البيت، فكرت ان ليه معملش حاجة مفيدة بالوقت اللي عندي والمعلومات"، في البداية دشنت "هنداوي" صفحتها على السوشيال ميديا لتلقي الأسئلة والاستفسارات الخاصة بالتربية من الأمهات والأسر، لكن ذلك لم يكن كافياً. فبينما كانت تتابع صناع المحتوى على يوتيوب وجدت أن فكرة تقديم مقاطع الفيديو أفضل وأسهل في الوصول إلى الناس بدلاً من طرح الأسئلة والرد عليها فقط.
"في البداية عملت الفيديوهات من البيت عندي، ولما رجعت الشغل كملت محبيتش اوقف لأن الناس كانت بدأت تتابع وتسأل، كنت مهتمة أوصل المعلومة بطرق بسيطة وسهاة لكل الناس مش بس الطبقة المثقفة" كما تقول لمصراوي.
بعد اتخاذها خطوة انتاج المقاطع المصورة بدأ الناس متابعة "هنداوي" مع طرح الأسئلة باستمرار حول التربية وكيف يتعامل الأهل مع أطفالهم من سن العامين إلى ما قبل مرحلة المراهقة، حتى قررت الانضمام لقناة لتقديم المحتوى بشكل محترف ولكن بشكل تطوعي بالكامل من جانبها كي تتمكن من انتاج المقاطع بشكل أفضل، وفي تلك المقاطع كانت تستعين بأطفال من الأطفال الذين تتابع حالتهم كأخصائية تربية خاصة لطرح المشاكل مثل فرط الحركة، وعدم التركيز في الدراسة وغيرها من المشاكل التي يعاني من أولياء الامور.
في يوم التصوير تتحرك "هنداوي" من بيتها بمدينة دمنهور إلى القاهرة مصطحبة الطفل الذي سيكون معها في المقطع، في الليلة التي تلي ذلك اليوم تسهر على كتابة سيناريو الحلقات وحدها دون مساعدة من أحد ولا الإستعانة بشخص فيتطلب منها المقطع مجهود كبير حتى يصل لمرحلة إصداره على اليوتيوب "أولياء الأمور بيتبسطوا لما بيشوفوا أولادهم وبقوا بيطلبوا مني دة، وباخد حالات قريبة للحالة اللي بعرضها في الفيديو، يعني فيه فرط الحركة باخد طفل بيعاني من المشكلة وفي دخول الدراسة استنعت بطفل مش بيركز في الدراسة، وهكذا علشان أعرض الموضوع بشكل بسيط للناس".
تتفاعل الجماهير بشكل جيد مع المقاطع التي تصدرها حيث تخطى عدد المشاهدات لمليوني مشاهدة للمقطع الواحد، وتحضر "هنداوي" للفترة القادمة مجموعة من المقاطع تغطي سن المراهقة الذي تكثر الأسئلة والاستفسارات حوله.