من ألمانيا للتخشيبة.. ليلة سقوط إمبراطورة الاستثمار العقاري في الدقي

سيدة أعمال سطع نجمها في سماء الاستثمارات العقارية، ارتبط اسمها بمشروعات سكنية ضخمة لكن أزمات مالية أطاحت بأحلامها. أضحت في مرمى نيران القضايا حتى باتت مطاردة من الشرطة التي أسدلت الستار على إمبراطوريتها.
طوال السنوات العشر الماضية، ارتفعت وتيرة المشاكل بين إحدى الشركات العاملة في مجال المقاولات ومالكي وحدات المنتجعات السكنية التي تنفذها.
سبتمبر الماضي أكدت رئيس مجلس الإدارة "منى. ع." التزام الشركة بكافة البنود المبرمة بالعقود والانتهاء بنسبة 100 % من بناء المشروع، ولا يتبقى سوى أجزاء بسيطة لتشطيب عدد من الوحدات من المرحلة الرابعة للمشروع.
"منى" اعترفت -في تصريحات صحفية - بتقصير الشركة في مواعيد التسليم مرجعة السبب إلى الظروف التي مرت بها البلاد خلال السنوات ال10 الماضية، مشيرة إلى أن 250 مليون جنيه قيمة خسائر مشروع "جاردن هيلز"؛ بسبب فارق الأسعار.
طالتب سيدة الأعمال المعروفة بتعاون الملاك لإنهاء المرحلة الرابعة من المشروع ورفع خدماته لكن أمر كان يحاك لها في الخفاء.
على مدار الأشهر الماضية، اعتادت سيدة الأعمال التنقل بين محال أقامة مختلفة خشية سقوطها في قبضة رجال الشرطة باعتبارها مطلوب ضبطها على ذمة مئات القضايا.
بمرور الوقت ظنت الحاصلة على بكالوريوس التجارة قسم إدارة الأعمال أن خطة هروبها وتواريها عن الأنظار قد كلل بالنجاح وأن سقوطها درب من الخيال إلا أن مباحث الدقي كانت لها بالمرصاد.
معلومات وردت لضباط مباحث الدقي بأن "منى" بصدد العودة من رحلة عمل بألمانيا. فريق بحث أعده اللواء علاء فتحي مدير المباحث الجنائية بمشاركة العميد هاني شعراوي رئيس قطاع الشمال، ووحدة مباحث الدقي بقيادة الرائد عمرو فاروق.
على مدار الساعة، عكف الرائد عمرو مصطفى معاون أول مباحث الدقي على تتبع خطوات "الصيد الثمين" بمراقبة دقيقة وحذرة في ذات الوقت مع تنشيط مصادر المعلومات السرية التي توصلت إلى أن "منى" مطلوب التنفيذ عليها فى 1465 حكمًا قضائيًا (شيكات – نصب – سرقة تيار) بإجمالى حبس 25 سنة وغرامات مالية مستحقة بلغت ثلاثون مليون جنيه.
اكتملت الصورة أمام رجال المباحث، معلومات سديدة وضعت بين يدي اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي وجه بإيفاد مأمورية وضبط المشكو في حقها.
داخل قسم شرطة الدقي بدت الحركة غير مألوفة، الجميع في أهبة الاستعداد انتظارا لساعة الصفر. لم يكد يحصل الضباط على إذن من النيابة العامة حتى انطلقوا صوب هدفهم المنشود.
عقب تقنين الإجراءات، تمكن الرائد عمرو فاروق ومعاونه الرائد عمرو مصطفى تنسيقا مع المقدم مصطفى خليل من ضبط سيدة الأعمال "منى. ع." في أحد الأكمنة وسط دهشة أصابتها بفقدان مؤقت للنطق قبل أن تعي ملابسات المشهد لدى اقتيادها داخل سيارة الشرطة إلى ديوان القسم.
أمام اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة، أقرت المتهمة بالأحكام الصادرة ضدها. وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيق.