في وقت يدعو فيه المجتمع الدولي للتهدئة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، سواء بعد عمليات الاستيطان الفادحة في القدس أو قصف قطاع غزة خلال الأيام الماضية، كان لألمانيا موقف واضح بالتضامن "اللامحدود" مع الشعب الإسرائيلي ضد كل ما اعتبرته "معاداة للسامية"، متجاهلة ما يعانيه الجانب الفلسطيني إثر الهجمات الإسرائيلية. فبعد تعرّض قطاع غزة ل"أعنف سلسلة غارات منذ حرب 2014" -كما وصفها الجانب الإسرائيلي- وردّ الجانب الفلسطيني عليها بعدد من الصواريخ، جاء موقف الحكومة الألمانية بإدانة "الهجمات الصاروخية على إسرائيل". وقالت الحكومة الألمانية، في بيان أصدرته مساء الثلاثاء، إنها تدين الهجمات الصاروخية على إسرائيل التي تم شنها من قطاع غزة "بأشد عبارات الإدانة". وأوضح متحدث باسم الحكومة الألمانية: "يتعلق الأمر بتصعيد لا يمكن تبريره بأي شيء في ظل وضع متوتر". واستهدف الاحتلال الإسرائيلي مبان سكنية ومقرات حكومية في قطاع غزة، كما أعلنت إسرائيل اغتيال عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية داخل القطاع، متوعدة بأن "القادم أعظم". وبحسب آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة الفلسطينية، سقط 53 شهيدًا من بينهم 14 طفل و3 سيدات و320 إصابة بجراح مختلفة. فيما قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن حصيلة القتلى الإسرائيليين ارتفعت صباح اليوم إلى 6 أشخاص. تضامن لامحدود وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، عن "تضامنه اللامحدود" مع الشعب الإسرائيلي في ظل "استمرار إطلاق الصواريخ". وقال شتاينماير للرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين: "لا شيء يبرر الهجمات الصاروخية من قطاع غزة على إسرائيل". وبحسب مكتب الرئاسة الألماني، قام ريفلين بإطلاع شتاينماير على الهجمات والوضع المتفاقم في إسرائيل. وأعرب شتاينماير لريفلين عن "تعازيه في مقتل مواطنين إسرائيليين جراء الإطلاق المكثف للصواريخ، مبديًا بالغ قلقه إزاء تصاعد التوترات في القدس وتزايد العنف الذي يحصد ضحايا أبرياء من الجانبين". وقالت متحدثة باسم شتاينماير إن "الرئيس أعرب عن أمله البالغ في إيجاد طرق للتهدئة بسرعة". يهود ألمانيا يطالبون بالوقوف إلى جانب إسرائيل طالب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا بالوقوف إلى جانب الدولة اليهودية، متوقعًا من برلين إظهار تضامنها مع إسرائيل والجالية اليهودية. وقال رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوزيف شوستر اليوم الأربعاء: "علينا جميعا أن نقف إلى جانب الدولة اليهودية"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). وادعى شوستر أن "إسرائيل واليهود يتعرضون للكراهية والتحريض، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي"، مضيفا أن "التهديد الذي يتعرض له اليهود آخذ في الازدياد". وزعم شوستر أن مسؤولية "تصعيد العنف تقع بوضوح على عاتق حماس، مضيفا أنها استغلت الفراغ السياسي الناجم عن الانتخابات المؤجلة في الأراضي الفلسطينية لتكون بمثابة القوة الحامية للفلسطينيين، ويهاجمون في المقابل دون هوادة السكان المدنيين الإسرائيليين". ألمانيا وحرق العلم مساء أمس الثلاثاء، شهدت ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، احتجاج مجموعة صغيرة من المواطنين –اشتُبه بأنهم عرب- أمام معبدين يهوديين، حيث أحرقوا أمام المعبدين العلم الإسرائيلي. وأعلنت الشرطة الألمانية أنها ألقت القبض على 13 مشتبها به في مدينة مونستر مساء أمس، بينما قبضت على ثلاثة مشتبه بهم آخرين في مدينة بون، كما تتولى سلطات أمن الدولة التحقيق في الواقعتين، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). وتسببت هذه الواقعة في غضب واسع بين المسؤولين الألمان، إذ قالت وزيرة العدل الألمانية كريستين لامبرشت الأمر إن "الكراهية المعادية للسامية وصمة عار"، مضيفة أنه "بينما يعاني السكان في إسرائيل من خوف مميت في مواجهة الهجمات الصاروخية، لم تظهر هذه الأعمال في ألمانيا سوى ازدراء شنيع للبشر". واستغلت لامبرشت الواقعة لتؤكد: "نحن نقف بحزم إلى جانب إسرائيل". واستطردت: "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها"، مؤكدة ضرورة تجنب تصعيد العنف. من جانبه أدان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، اليوم الأربعاء، بشدة الحركات الاحتجاجية ضد إسرائيل. ونقلت الداخلية الألمانية عن زيهوفر: "لن نتسامح مع حرق أعلام إسرائيلية على الأراضي الألمانية أو مهاجمة مؤسسات يهودية". وتابع الوزير الذي ينتمي للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري: "سنكافح معاداة السامية والكراهية بكل وسائل دولة القانون".
