أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن جنوب أفريقيا أوقفت طرح لقاح شركتي "أسترازينيكا"و"أكسفورد" المضاد لجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" ، بعد أن أظهرت دراسات دولية أنه يوفر حماية قليلة ضد الحالات الخفيفة والمتوسطة من السلالة الجديدة للفيروس، والتي اُكتشفت لأول مرة في جنوب أفريقيا. واستهلت الصحيفة تقريرا لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن بقول إن المخاوف بشأن فعالية لقاح "أسترازينيكا" أثارت في حقيقة الأمر انعكاسات عالمية، كما أنها أوقفت جنوب أفريقيا عن استكمال خطتها في طرح التطعيمات. وهذه الدراسة - التي نُشرت لأول مرة في الفاينانشال تايمز - تركت العلماء يسعون جاهدين لمعرفة الآثار المحتملة للقاح أكسفورد/ أسترازينيكا، وغيرها من القاحات، على التحورات الجديدة للفيروس. وتساءلت الصحيفة، في هذا الشأن، كيف ستستطيع جنوب إفريقيا، التي اكتشفت السلالة الجديدة في حوالي 80% من أعداد الحالات الجديدة، تعديل استراتيجيتها في طرح اللقاحات المضادة للجائحة. من جانبه، قال بيتر بايوت، مدير مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي:" إنه إذا تم التأكيد على أن هذا اللقاح لا يوفر أي حماية لأصحاب الحالات الشديدة أو يمنع الوفاة لدى المصابين بالسلالة الجنوب أفريقية، فإننا سنواجه مشكلة كبيرة". مع ذلك، شدد بايوت على أن اللقاحات الأخرى، بما في ذلك لقاح "جونسون آند جونسون" أظهرت حماية ضد الأمراض الشديدة والوفاة الناجمة عن متغير جنوب أفريقيا، مما يعني أنه لا تزال هناك أدوات للعمل بها. يذكر أنه حتى الآن، سجلت جنوب أفريقيا رسميا وفاة 45 ألف شخص بسبب كوفيد-19، فيما تأكد إصابة ما يقرب من 1.5 مليون من السكان البالغ عددهم 60 مليونًا.. وتتمثل خطة بريتوريا الفورية في التحول إلى لقاح جونسون آند جونسون، ولذلك، قدمت الشركة ما يسمى بالطلب المتجدد إلى هيئة تنظيم المنتجات الصحية بجنوب إفريقيا ومن المتوقع أن تقدم بيانات إضافية قريبًا، حتى يتم طرح هذا اللقاح. وقالت هيلين ريس، التي تترأس جهود استجابة جنوب أفريقيا للمرض، لصحيفة فاينانشيال تايمز:" إن هناك إجماع بين العلماء في جنوب إفريقيا، بدعم من وزير الصحة، على أن طرح لقاح أسترازينيكا-أكسفورد يجب أن يتم تعليقه مؤقتًا، لكن يجب أن يستمر طرح اللقاحات الأخرى التي أثبتت فعاليتها ضد المتغير الجديد". وأمنت جنوب إفريقيا أيضًا حصة تبلغ 20 مليون جرعة من لقاح شركتي "فايزر-بيونتيك"، بالإضافة إلى 110 ألف جرعة من نفس الشركة ولكن عن طريق مبادرة كوفاكس العالمية، والتي من المفترض أن تبدأ في الوصول هذا الشهر.. فيما لا توجد بيانات سريرية لهذا اللقاح ضد متغير 501. V2 الجنوب أفريقي، لكن الدراسات المختبرية أظهرت استجابة قوية للأجسام المضادة. ومن المقرر أن تذهب الجرعات المبكرة من جونسون آند جونسون وفايزر-بيونتيك إلى 5ر1 مليون عامل في القطاع الطبي، قبل أن تبدأ وزارة الصحة في خطتها لتحصين 40 مليون شخص ، أو ثلثي السكان، بحلول نهاية هذا العام في محاولة منها لتعميم مناعة القطيع.. مع ذلك، وحتى قبل نكسة أوكسفورد/أسترازينيكا، وصف العديد من خبراء الصحة في البلاد هذه الخطط بأنها غير واقعية.
