سؤال بات يتردد على أذهان مشجعي كرة القدم خلال الأيام القليلة الماضية وخاصة في برشلونة، بعد حالة الارتباك التي سببها ليونيل ميسي قائد الفريق الكتالوني بإعلان رغبته في الرحيل عن كامب نو خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية. في الخامس والعشرين من أغسطس الجاري، أرسل ميسي فاكسًا رسميًا إلى إدارة برشلونة، ليبلغهم برغبته في تفعيل بند الرحيل المبرم في عقد اللاعب، والذي يسمح له بمغادرة النادي في نهاية كل موسم. عقد ميسي المقرر نهايته في يونيو 2021، يسمح له بالرحيل المجاني عن برشلونة في حالة أبلغ النادي برغبته قبل نهاية الموسم ب 20 يومًا (أي في العاشر من شهر يونيو) وإلا فعلي اللاعب الأرجنتيني دفع قيمة الشرط الجزائي والمقدرة بقيمة 700 مليون يورو. البالغ من العمر 33 عامًا، رفض دفع الشرط الجزائي مستندًا على أن الموسم الجاري شهد فترة تمديد بسبب جائحة كورونا التي أصابت العالم بشلل تام وتسببت في إجراء تغييرات على الأنشطة الكروية ومن بينهما مد الموسم حتى شهر أغسطس الجاري. بدأت الخلافات بين الطرفين، وتمسك ميسي بقراره بل وأكد على رغبته برفض الحضور إلى مقر النادي أمس الأحد للخضوع لاختبارات PCR للكشف عن فيروس كورونا قبل بدء استعدادات الموسم الجديد. من الناحية الأخرى، رفض جوسيب ماريا باتوميو رئيس برشلونة، موقف ميسي رفضًا باتًا، وأكد أن النادي لن يدفع للاعب راتبه عن الأيام التي سيتغيب فيها عن النادي، بجانب رفض الجلوس معه بشأن التفاوض على الرحيل، ورحب بعقد جلسة من أجل تمديد العقد أو دفع قيمة الشرط الجزائي. تصاعدت الأمور، بعدما أصدرت رابطة الدوري الإسباني بيانًا رسميًا، ردت خلاله على الأنباء التي أشارت إلى أحقية ميسي في الرحيل المجاني عن برشلونة مستندة على أن العقد المبرم بين الطرفين (الذي تم في نوفمبر 2017) كان ينص على التجديد لمدة 3 مواسم مع خيار التمديد لموسم آخر (20/21) وأن الشرط الجزائي غير ساري في الموسم الأخير. بيان لا ليجا، أيد موقف برشلونة ضد ميسي، وأكد أن اللاعب الأرجنتيني لا يحق له الرحيل المجاني عن النادي. عقب بيان رابطة الدوري الإسباني، خرجت التقارير الإسبانية وعلى رأسها "سبورت" الكتالونية لتؤكد أن النادي الذي يرغب في التعاقد مع ميسي لن يدفع 700 مليون يورو.. كيف؟ الفلسفة التشريعية لفيفا والمحكمة الرياضية (كاس) تقتضي بأحقية اللاعب في العمل (اللعب)، وبناء عليه سيوافق فيفا على استخراج شهادة مؤقتة لليو بموجبها يلعب بقميص النادي الذي يرغب في الانضمام إلى صفوفه بعد الاتفاق بينهما على قيمة العقد والراتب. ميسي سيحق له اللعب خارج برشلونة وسيحصل على بطاقة مؤقتة لحين فض النزاع بينه وبين برشلونة الذي سيلجأ بكل تأكيد لفيفا للحصول على حقه من اللاعب الأرجنتيني والنادي الذي تعاقد معه لخرقه القوانين. هل يُحرم ميسي من اللعب في إسبانيا؟ بحسب البيان الصادر عن رابطة الدوري الإسباني أمس الأحد، فقد أكد خافيير تيباس رئيس لا ليجا أنه "امتثالًا للوائح المعمول بها واتباع الإجراءات في هذه الحالات، فلن يقوم لا ليجا بتنفيذ إجراءات التأشيرة للاعب إذا لم يدفع مسبقًا مبلغ البند المذكور". ما يعني أن لا ليجا لن يستخرج لميسي بطاقة للعب داخل إسبانيا، إذا لم يدفع الشرط الجزائي لناديه. وضع الأندية المهتمة بضم ميسي فور إعلان ميسي رحيله عن برشلونة، ارتبط البالغ من العمر 33 عامًا بالانتقال إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، وعزز الاقتراح وجود بيب جوارديولا (مدرب ليو السابق في برشلونة) على رأس الإدارة الفنية للفريق الإنجليزي، بجانب علاقته الوطيدة بمواطنه سيرخيو أجويرو مهاجم سيتزنز. باريس سان جيرمان الفرنسي، أحد الأندية التي ارتبطت بضم البالغ من العمر 33 عامًا، خاصة مع وجود البرازيلي نيمار دا سيلفا بين صفوف الفريق واحتمالية انتقال الأورجوياني لويس سواريز لاعب برشلونة إلى ملعب الأمراء، التجمع الذي قد يعيد إبداعات MSN مرة أخرى. خلال الساعات الماضية، كشفت بعض التقارير، أن مانشستر سيتي سيعرض على ليو الانضمام إلى صفوفه لمدة 3 مواسم على أن يكمل موسمين آخرين بين صفوف نيويورك سيتي الأمريكي (المملوك لمجموعة سيتي القابضة). وأضافت التقارير أن العرض المالي الإنجليزي يقدر بقيمة 500 مليون يورو لمدة 5 مواسم، على أن يحصل قائد برشلونة على 50 مليون يورو في الموسم بجانب حصوله على مكافأة بعد نهاية الثلاث مواسم الأولى تقدر بقيمة 250 مليون يورو. أغلق بارتوميو إمكانية التفاوض مع الأندية التي ترغب في ضم ميسي، وأعطى أوامره بعد الرد على أية مفاوضات سوى دفع قيمة الشرط الجزائي، ما يعني أن موقف سيتي ربما يتعقد وقد ينتظر حتى الأول من يناير للتفاوض المجاني مع ميسي (يحق للاعب التفاوض مع أي نادي قبل نهاية عقده بستة أشهر) حتى لا يقع تحت طائلة العقوبات. من المقرر أن يعقد برشلونة جلسة مع خورخي ميسي والد ليونيل بعد غد الأربعاء، وبحسب ما ذكرته "موندو ديبورتيفو" فإن بارتوميو سيعرض على والد اللاعب الأرجنتيني ووكيل أعماله تمديد عقد اللاعب في محاولة لإغراؤه بالبقاء في كامب نو.
