تراجعت أسعار الدواجن بالمزارع إلى أقل مستوى لها منذ عدة سنوات، حيث يباع الكيلو بنحو 16 جنيهًا، مما سبب خسائر كبيرة للمربين، نظرا لارتفاع تكلفة التربية والعلف عن سعر البيع بالأسواق، بحسب ما ذكره مربو دواجن تحدثوا لمصراوي. وقال عبد الرحمن الباز، أحد مربي الدواجن بكفر الشيخ، إن تراجع الأسعار يسبب خسائر كبيرة للمربين، نظرا لارتفاع تكلفة التربية والعلف عن سعر البيع بالأسواق. وأضاف الباز أن تكلفة تربية الكتكوت تصل إلى 38 جنيهًا على المربي ويتم البيع بسعر يصل إلى 32 جنيهًا، يعني هناك خسارة بنحو 6 جنيهات في كل كتكوت. ووفقا لقول الباز، فإن سعر الكتكوت حاليا يصل إلى 7 جنيهات، مشيرا إلى أنه يحتاج إلى علف 3.5 كيلو بنحو 22 جنيهًا، بالإضافة إلى احتياجه لدواء يصل إلى 6 جنيهات للعبوة الواحدة، وفرش بنحو 3 جنيهات، بخلاف دفع أجرة العمالة والكهرباء، بالإضافة إلى تكلفة ما ينفق منهم، أي تصل القيمة الإجمالية إلى 38 جنيهًا. وتابع الباز، أن وزن الكتكوت بعد العلف يصل إلى 2 كيلو جرام أي بسعر يصل إلى 32 جنيهًا للبيع، "وهذه التكلفة باعتبار أن المربي مستمر في التوريد والتعاقدات ولا يتوقف عن العمل". وهو ما اتفق معه في القول سيد رضا وكيل شركة الوطنية للدواجن، قائلا إن السعر الحالي للكيلو بالمزارع لم يشهده المربون منذ عدة سنوات. وأضاف رضا، أن خسائر مربي الدواجن خلال الفترة الحالية كبيرة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، نظرا لارتفاع قيمة التربية عن سعر البيع. ورغم أن تراجع الأسعار بعد عيد الأضحى يعد أمرا طبيعيا يحدث كل عام، وفقا لما أشار إليه رضا، لكن التراجع لم يصل إلى هذا المستوى من قبل منذ سنوات، بحسبه. ووفقا لقول عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، فإن سعر كيلو الدواجن البيضاء بالمزرعة، اليوم، يصل إلى 16 جنيهًا، ويباع بالأسواق بنحو 21 جنيهًا. وسجل سعر كرتونة البيض نحو 23 جنيهًا بالمزرعة، وتباع الكرتونة للمستهلك بسعر بين 28 و29 جنيهًا، وسعر الكتكوت بنحو 5 جنيهات. ويتراوح سعر الكيلو من الدواجن البلدي الحر بين 23 و24 جنيهًا بالمزرعة، وتباع بالأسواق بين 28 و29 جنيهًا. كما يتراوح سعر كيلو الدواجن البلدي الساسو بين 26 و27 جنيهًا بالمزرعة، وتباع بالأسواق بين 31 و32 جنيهًا. ووفقا لقول رضا، "الكثير من الناس يستمر بعد العيد لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع في استهلاك كميات اللحوم المخزنة لديها بمناسبة العيد، وهذه الفترة تشهد في العادة تراجعا في الأسعار والطلب على شراء الدواجن". وتوقع مربو الدواجن أن يرتفع السعر خلال الفترة المقبلة كما يحدث كل عام في نفس الفترة. كما توقع المربون أن يزداد الطلب مع دخول موسم الشتاء، وأن يعوضوا الخسائر التي تلحق بهم في الفترة الحالية. وقال نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، إن مربي الدواجن يخسرون بشكل كبير منذ مدة، مشيرا إلى أن أسعار الدواجن تراجعت بشكل تدريجي منذ عيد الفطر إلى أن وصلت إلى هذا الحد من التراجع خلال الفترة الحالية. وأرجع درويش، تراجع الأسعار إلى تراجع الطلب من المواطنين لسببين أولهما تراجع القوة الشرائية خلال فترة أزمة فيروس كورونا بالإضافة إلى إغلاق الفنادق، بالإضافة إلى تراجع الاستهلاك خلال فترة عيد الأضحى وما بعدها. وأكد درويش ضرورة وجود منظومة تسويقية سليمة تضمن سعرا عادلا للمربي من أجل الحد من الخسائر التي تعرض لها خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى تطبيق قانون حظر الدواجن الذي أقرته الحكومة منذ 2018. وكانت الحكومة قررت في نوفمبر 2018 حظر تداول الدواجن الحية من الأسواق، وتحويل محلات الدواجن إلى بيع الدواجن المبردة والمجمدة، ولكن لم يتم العمل بالقرار حتى الآن. وقال رئيس شعبة الدواجن، إنه نظرا لتدني أسعار الدواجن بالمزارع حاليا ستعقد الشعبة، اليوم الأربعاء، اجتماعا مع مربي الدواجن لمناقشة تدني الأسعار، الذي من الممكن أن يخرج بسببه مجموعة من هؤلاء المربين من منظومة الإنتاج. وأضاف أن الاجتماع سيناقش المطالبة بسعر عادل للإنتاج الداجني لاستمرار وجود المربين في المنظومة، وتفعيل دور بورصة حقيقية للدواجن، بحيث تقوم بالتسعير العادل للكيلو، والرقابة على الأسواق خلال الفترة المقبلة، بحسب السيد. وتنتج مصر نحو 1.6 مليار طائر سنويا، وهذا الإنتاج يحقق اكتفاءً ذاتيا بنحو 95%، ولا تتعدى الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك نسبة 5%.
