أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية أنه لسيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين حقوقٌ واجبة، فرضها ربُّ العِزَّة له، بأدائها يكتمل الإيمان ويستقر في القلوب. وحددت لجنة الفتاوى الالكترونية بالمركز 3 حقوق النبي- صلى الله عليه وسلم- على سائر المؤمنين، بينتها عبر الصفحة الرسمية للمركز على فيسبوك، وهي: 1- الإيمانُ به، وتصديقُ نُبوَّته، واعتقاد عِصمته، ثمَّ مطابقة شهادة اللِّسان لما وَقَرَ في القلب بأنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا اجتمع تصديق القلب ونُطْق اللسان تَمَّ بذلك أصلُ الإيمان. ولا يكتمل إيمانُ عبدٍ حتى يكونَ صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليه من نفسه، وولده، ووالده، وزوجه، ومسكنه، وماله، وجميع النَّاس، ومِن الماء البارد على الظمأ، ولا يصاحبُه في الجنَّة إلا مَن أدَّى حقَّ محبَّته على وجهِه؛ وهو القائل صلى الله عليه وسلم: «المرء مع مَن أَحَبّ». [متفق عليه] 2- طاعتُه، واتباعه، والاقتداء بهديه، وامتثال أمره، والانقياد له، والتزام سنته، ومُدَارَسة سيرتِه، والرِّضا بحُكْمِه، والتَّسليم لما جاء به، والتَّخلُّقُ بأخلاقه، والتَّأدب بآدابه في العُسْر واليُسْر، والمَنْشَط والمَكرَه، وإيثار شَرعِه على الشَّهوة والهوى، والوقوف عند حدِّه، واجتناب نهيه، والحذر عن مخالفته، أو هجران سنته، أو الابتداعِ في دينه. فمن رَغِبَ عن سُنَّتِه موعودٌ بسوء العِقاب، مُبعد عن حَوْضِهِ، مردُودٌ عليه عملُه، مخذولٌ، خَسْران، والتَّقوّلُ عليه أشنع من التَّقَوّل على غيره، ومن كَذَبَ عليه مُتعمِّدًا فليتبوأ مقعدَه من النَّار. ومنها أيضًا تعظيمُه، وتَعْزِيرُه، وتَوْقِيره، وإكرامُه، والنُّصحُ له، والشَّوق إليه، وإكرام اسمه، والتَّسمية به، وحُبُّ لقائه، والذَّبُّ عن عِرضِه، والنِّفاحُ عن سُنَّته، ونَفْي الكذبِ عن حَدِيثِه، ومُعادَاة مَن عَادَاه، وبُغضُ مَن أبْغَضَه، ومحبةُ مَنْ أحبَّه، وإكرامُ مَشَاهِدِه وأمكنتِه في مكةَ والمدينة، وزيارةُ قبرِه، وشدُّ الرِّحَال إلى مسجدِه، وقصدُ الصَّلاة فيه، والتَّبرُّكُ برؤيةِ روضتِه، ومِنبرِه، ومجلسِه، ومَلَامِسِ يديْه، ومَوَاطِئِ قدميْه، والعمودِ الذي يستند إليه، ومواطن نزول جبريل بالوحي عليه. 3- إجلالُ مَنْ أحبَّهم كآل بيتِه صلى الله عليه وسلم؛ فلا يُحبُّهم إلا مؤمنٌ، ولا يُبغِضُهم إلا مُنَافق. وإكرامُهم -بما في ذلك زوجاتُه أمهاتُ المؤمنين- إكرامٌ له صلى الله عليه وسلم، وإيذاؤهم بِسَبٍّ أو انتقاصٍ أو تَعْرِيضٍ إيذاءٌ له، مُحرَّم. ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم -كذلك- توقيرُ صحابته الأخيار؛ مهاجرينَ وأنصار، ومَعرِفةُ حقِّهم، والاقتداءُ بهم، والثَّناءُ عليهم، وذِكرُ حسناتهم، والإمساكُ عمَّا شَجَرَ بينهم، ومعاداةُ من عاداهم. وحقوقُه صلى الله عليه وسلم بعد موتِه كحقوقه في حياته، والصَّلاةُ عليه من أعظمِها وأعلاها، وأكرمِها وأسماها؛ فقد صلَّى عَلِيه اللهُ في عَليائِه، وأمر أهل السَّماء بالصَّلاة عليه، وأهلَ الأرض بالصَّلاة والسَّلام عليه؛ فقال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].