«الأزهر»: الاتجاه الحداثي يعمل على إلغاء قدسية النص وتفكيك مكونات الهوية    مفتي الجمهورية يتوجه إلى البرتغال للمشاركة بمنتدى «كايسيد» للحوار العالمي    البورصة المصرية تخسر 7.8 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    الخارجية القطرية: الدوحة أكدت مرارا أنها ستستمر في دورها في مفاوضات التهدئة بغزة ما دامت هناك فرصة    عاجل.. 55 ألف مشجع في مباراة الأهلي والترجي التونسي بإياب نهائي إفريقيا    مهاجم نوفيلدا الإسباني معروض على الزمالك لتدعيم الفريق    ببلاش..شاهد بث مباراة توتنهام ومان سيتي في الصرع على حسم اللقب (0-0)    ضبط عاطل بتهمة تزوير المحررات الرسمية في أسيوط    وزيرة الثقافة توجه بفتح المتاحف التابعة للوزارة مجانًا للجمهور احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف    وزير الصحة يبحث مع أسترازنيكا التعاون في دعم مهارات الفرق الطبية وبرامج التطعيمات    قرار حاسم من «التعليم» ضد 5 طلاب بعد تسريبهم الامتحان على «السوشيال ميديا»    ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي في الإسكندرية    الموافقة على موازنة القومى لحقوق الإنسان، ومطالبات برلمانية بوقف إهدار المال العام في بند الصيانة    داعية إسلامي: يوضح ما يجب على الحاج فعله فور حصوله على التأشيرة    الهجمات الإسرائيلية على غزة: أحمد أبوالغيط يعبر عن استنكار جامعة الدول العربية    أبو الغيط: العدوان على غزة وصمة عار على جبين العالم بأسره    كوريا الجنوبية تعزز جاهزية الجيش للرد على جميع التهديدات    البنتاجون يرفض التعليق على القصف الأوكراني لمدينة بيلجورود الروسية    مجلس الدولة: على الدولة توفير الرعاية للأمومة والطفولة والمرأة المعيلة    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    5 شروط لتملك رؤوس الأموال في البنوك، تعرف عليها    "مقصود والزمالك كان مشارك".. ميدو يوجه تحية للخطيب بعد تحركه لحماية الأهلي    توقعات إيجابية للاقتصاد المصري من المؤسسات الدولية لعام 2024/ 2025.. إنفوجراف    محافظ كفر الشيخ: اعتماد المخططات الاستراتيجية ل 23 قرية مستحدثة    بمشاركة 110 شركة.. نقيب الزراعيين يفتتح معرض الوادي لتقنيات الزراعة الحديثة بالأقصر    درجة الحرارة الآن.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الثلاثاء 14-5-2024 (تفاصيل)    خلال 24 ساعة.. ضبط 14028 مخالفة مرورية متنوعة على الطرق والمحاور    ضبط المتهمين بترويج العقاقير المخدرة عبر «الفيس بوك»    وزر النقل: لا استيراد لأي مهمات خاصة بالسكك الحديدية، وتصنيعها محليا    «تشويش بالتهميش».. يوسف زيدان يكشف سبب اعتراضه على مناظرة عبدالله رشدي وإسلام البحيري    تنطلق الأربعاء 15 مايو.. جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي الأزهرية 2024 بالمنيا    السيد عبد الباري: من يحج لأجل الوجاهة الاجتماعية نيته فاسدة.. فيديو    نموذج RIBASIM لإدارة المياه.. سويلم: خطوة مهمة لتطوير منظومة توزيع المياه -تفاصيل    تنظيم مقابل الخدمات بالمستشفيات الأبرز، تعرف على توصيات لجنة الصحة بالبرلمان    طريقة عمل وافل الشيكولاتة، لذيذة وسهلة التحضير    جامعة القاهرة تقرر زيادة قيمة العلاج الشهري لأعضاء هيئة التدريس والعاملين    الأحد المقبل.. بدء تسليم الأراضي السكنية بمشروع 263 فدانًا بمدينة حدائق أكتوبر    رياضة دمياط تعلن مسابقة للأفلام القصيرة عن أحد المشروعات القومية.. تفاصيل    5 أبراج تتميز بالجمال والجاذبية.. هل برجك من بينها؟    طرح فيلم «بنقدر ظروفك» في دور العرض 22 مايو    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية الهندسة    صوامع وشون القليوبية تستقبل 75100 طن قمح    يوسف زيدان يهدد: سأنسحب من عضوية "تكوين" حال مناظرة إسلام بحيري ل عبد الله رشدي    توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يدخل أسبوعه الثاني    جيسوس يحسم مستقبله مع الهلال السعودي    السجن المشدد من عام إلى 5 سنوات ل4 متهمين بالسرقة وحيازة مخدرات بالمنيا    مصر تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة صلاح الدين بالعراق    تعرف على إرشادات الاستخدام الآمن ل «بخاخ الربو»    المندوه يتحدث عن التحكيم قبل نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    استراتيجيات الإجابة الصحيحة على أسئلة الاختيار من متعدد لطلاب الثانوية العامة في العام 2024    الحكومة التايلندية توافق على زيادة الحد الأدنى الأجور إلى 400 باهت يوميا    ما مواقيت الحج الزمانية؟.. «البحوث الإسلامية» يوضح    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. دار الإفتاء تجيب    لطفي لبيب: عادل إمام لن يتكرر مرة أخرى    ميدو: هذا الشخص يستطيع حل أزمة الشحات والشيبي    طارق الشناوي: بكاء شيرين في حفل الكويت أقل خروج عن النص فعلته    برشلونة يسترد المركز الثاني بالفوز على سوسيداد.. ورقم تاريخي ل تير شتيجن    «أخي جاوز الظالمون المدى».. غنوا من أجل فلسطين وساندوا القضية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلم الدكتوراه وأسباب أخرى.. لماذا فضّل 4 مصريين البقاء في موطن كورونا؟
نشر في مصراوي يوم 06 - 02 - 2020

في الوقت الذي سارع فيه 304 مصريين من المقيمين بمدينة ووهان الصينية لحمل أغراضهم والعودة إلى مصر، خوفاً على أنفسهم من الإصابة بفيروس كورونا الجديد؛ ظل هناك 43 مصريا هم باقي الجالية المصرية التي تقيم بالمدنية.
واختلفت الأسباب التي منعتهم من مغادرة الصين، بعضهم فضلوا البقاء خوفًا من ضياع أحلامهم، مثل "السيد نشيوي" الذي آثر البقاء هناك، كي يستكمل دراساته للحصول على درجة الدكتوراه التي عانى من الغربة بسببها لسنوات "باقي على تحقيق حلمي 5 شهور وممكن لو رجعت مصر معرفش أرجع تاني الصين".
منتصف 2010، سافر السيد نشيوي، باحث بمركز بحوث الصحراء، إلى مدينة ووهان الصينية، بعدما حصل على منحة مقدمة من جامعة هواتشونغ للعلوم الزراعية للحصول على درجة الدكتوراه. اصطحب أسرته من محل إقامته بإحدى القرى بمحافظة الشرقية، بعدما وفرت له الجامعة مكانًا خاصًا للإقامة، وبعد وصوله ألحق أطفاله بالمدراس الصينية "مدة تحضير الدكتوراه 4 سنوات وقلت مينفعش أبعد عنهم الفترة دي".
على مدار 10 سنوات قضاها "السيد" بالصين، حصل على الدكتوراه، بعدها بدأ مهمة علمية لدراسة أبحاث ما بعد الدكتوراه، ونظرًا لتفوقه العلمي أسندت الجامعة مشروعا بحثيا له ضمن برنامج ممول من الحكومة الصينية، وفق ما يذكر.
ظلّ لمدة عامين بداية من 2018، منشغلًا في تنفيذ مشروعه البحثي، زرع النباتات في الصوب الخاصة بالزراعة، ليتفاجأ منذ أيام بتفشي فيروس كورونا الذي يحصد الأرواح داخل المدينة الصينية التي يقيم بها، حيث توفى 563 شخصا، وأصيب أكثر من 28 ألف شخص.
"فضلت البقاء هنا حفاظًا على تجاربي البحثية خاصةً إني مش عارف الوضع هينتهي إمتى لو رجعت"، يقول السيد، الذي أصابته الحيرة بعدما أعلنت مصر إجلاء المصريين الموجودين في ووهان والراغبين في العودة إلى وطنهم. "أرجع مصر ولا أفضل في الصين"، كان قرار الاختيار صعبًا.
يقول السيد: "بغض النظر عن الخطر كنت مطالبا بتقديم تقرير شهري عما تم تنفيذه من المشروع"، لذا لم يكن هناك مفر من قرار البقاء، مع الالتزام بالتعليمات الصحية التي أوصت بها السلطات الصينية للوقاية من الإصابة بالفيروس. "اللي شجعني أقعد عدم وجود أسرتي بالصين"، فقبل انتشار الفيروس بأسبوعين، أرسل "السيد" زوجته وأطفاله إلى مصر لقضاء الأجازة كما يفعل كل عام، ثم العودة إلى الصين مرة أخرى مع بداية الدراسة "عودتهم كانت الشهر الجاري بس الحمد لله هما في أمان" يقولها الرجل.
كذلك فضّل "مصطفى محمود"، مدرس مساعد بكلية الهندسة جامعة المنيا، عدم العودة إلى مصر، لتحقيق حلمه بالحصول على درجة الدكتوراه، خاصة وأنه لم يتبقى على اكتمال حلمه سوى أشهر قليلة، بجانب أنه يحمل تقديرًا للصين، ويعتبر بقاءه بمثابة مساندة للدولة التي عاش فيها لسنوات "مينفش نسيب البلد نتيجة تعرضها لفيروس أو أزمة".
صيف 2016، حصل مصطفى على منحة مقدمة من جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، لنيل درجة الدكتوراه في تخصص الاتصالات والإلكترونيات. وجدها فرصة ثمينة لطالما كان يحلم بالحصول على الدكتوراه من جامعة أجنبية، شدّ الرحال برفقة زوجته وطفلته الصغيرة متجهًا إلى مدينة "ووهان"، عاش فيها 4 سنوات في هدوء واستقرار، قبل أن يظهر فيروس كورونا.
مع الفزع الذي صاحب انتشار الفيروس، وتوارد أنباء وجود وفيات بسببه، مسّ الخوف الباحث المصري "بس كنا فاكرين الموضوع هيعدي عادي" لتعلن السلطات الصينية حالة الطوارئ وفرض مجموعة من التعليمات أهمها حظر السفر من مدينة ووهان والعزل بسبب سرعة انتشار الفيروس.
حيرة "السيد" ما بين العودة أو البقاء مر بها "مصطفى" أيضًا، ليقرر في اللحظات الأخيرة قبل الإجلاء، عدم العودة بالاتفاق مع أسرته التي تقيم معه بالمدينة حتى الانتهاء من الدراسة والالتزام بالتعليمات الصحية "دي آخر سنة ليا وفي متطلبات للتخرج كنت خايف لما أرجع مصر مقدرش أعملها".
كان "محمد علي"، مدرس مساعد بكلية الزراعة جامعة الأزهر، المقيم بمدينة ووهان، قد قرر العودة إلى مصر، لكن قرار السلطات الصينية بأنها لن تسمح لأي مصري بالصعود إلى الطائرة ودرجة حرارته أعلى من 37%، خوفًا من احتمالات الإصابة بالفيروس وإمكانية انتشاره "لسوء حظي أن أولادي جالهم دور برد قبل السفر، ودرجة حرارتهم ارتفعت عن النسبة المحددة للسفر"، فكانت مفاجأة بالنسبة له.
منذ انتشار الفيروس بالمدينة، كان محمد حريصًا على قياس درجة حرارة أطفاله من وقت إلى آخر "خُفت أروح المطار يمنعوهم من السفر ويدخلوهم حجر صحي في المطار"، لذا فضل البقاء في المنزل وعدم العودة حتى تستقر حالتهم الصحية والتواصل مع السفارة المصرية لترتيب عودته إلى الوطن.
" أثناء زيارتي لأحد أصدقائي خارج ووهان فرضت السلطات الصينية الحظر ومعرفتش أرجع" قالها محمد معتصم، مدرس بإحدى الجهات البحثية بمصر والذي سافر للحصول على أبحاث ما بعد الدكتوراه إلى الصين "كان نفسي أرجع مصر بس معرفتش أرجع ووهان مرة أخرى"، يقولها بحزن.
عقب انتشار الفيروس وقبل إعلان السلطات الصينية الحظر داخل مدينة ووهان، قرر محمد الذهاب إلى مدينة تشانشا التي تبعد عن ووهان ما يقارب من 450 كيلو مترا، لزيارة أحد أصدقائه، كما كان يفعل كل عام منذ سافر إلى الصين عام 2015. وتفاجئ بعد مغادرته بقرار من السلطات الصينية بفرض الحظر على مدينة ووهان، أعقبه قرار السلطات المصرية بإجلاء المصريين المتواجدين بالمدينة إلى وطنهم "مكنتش عارف أعمل إيه مش عارف أرجع المدينة تاني عشان أنزل مصر".
محاولات عديدة فعلها محمد للعودة إلى مدينته ووهان للعودة إلى مصر ضمن العائدين، إلا أن محاولاته كلها باءت بالفشل، ليقرر بعدها البقاء مع صديقه حتى فك الحظر والعودة إلى مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.