قضت محكمة جنايات كفر الشيخ (الدائرة الأولى)، اليوم الإثنين، بمعاقبة "تباع" بالإعدام شنقًا لإدانته بقتل جاره المحامي، عمدًا بغرض السرقة. شهدت الجلسة كلمة قوية وجهها المستشار بهاء الدين المري، رئيس المحكمة، إلى القاتل قبل النطق بالحكم، شدد خلالها على هول الجريمة المرتكبة وقساوتها، وأثرها على المجتمع. قال رئيس المحكمة: "قبل النطقِ بالحكم، تنوه المحكمة بأن هذه القضية مِن قضايا العُصبة الجاهلة، التي تبرز في أبشعِ ملامح للقسوة، وترسم في مخيلة الناس أن الغدر صفة البشر، والجبروت خصلته الوحيدة، والعنف أهم ملامحه". وأضاف: "ليست مجرد وقائع قتل من أجل سرقة، وإنما هي على النظرة بعيدة المدى، أمارة يقينية، على خلل يسري في المجتمع. خلل إن اتصل بالأمن العام هز دعائمه وبعثر وجوده، وأوقع رجفة الذعرِ في الناس فما اطمأنوا، وسرب رعشة الخشية إليهم فما أمنوا". وتابع القاضي في كلمته: "من هنا، كان على القضاء وهو جزء من ضمير هذه الأمة أن يرد على الناس إيمانهم بمُثلهم وقيمهم، وأن يدركهم من شر الضلالة، ويقيلهم من عثرة الغواية، ولا يكون ذلك إلا بقصاص عادل، ينذر هذه الفتنة بأن قد آن لها أن تنزوي، امتثالاً لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى). وقوله: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون). لذلك حكمت المحكمةُ حضوريًا بإجماع الآراء: بمعاقبة محمد السيد حمد ياسين، بالإعدامِ عما أسند إليه، وألزمته المصاريف الجنائية. وفي الدعوى المدنية، بإحالتها إلى المحكمة المدنية المختصة بلا مصروفات". تعود التفاصيل إلى يوم 18 سبتمبر 2017، بدائرة مركز شرطة الرياض، عندما وجهت الاتهامات ل"م.ا.ح.ي"، 32 سنة، تباع، ويقيم بقرية البشاير دائرة مركز شرطة الرياض، بقتل "زيدان إ.م.ح"، 73 سنة، محامي، عمدًا بأن ترصد له بالمكان الذي أيقن مروره به وما إن رآه حتى أنهال عليه ضربًا بأداة "زاوية حديدية"، كانت بحيازته، قاصدًا إزهاق روحه فأحدث ما به من إصابات أودت بحياته. وتبين من قرار إحالة المتهم إلى محكمة جنايات كفر الشيخ، أن القصد من الجناية ارتكاب جنحة وهي سرقة الهاتف المحمول ومبلغ نقدي مملوكين للمجني عليه، وكان ذلك ليلاً في مرآب سيارة المجني عليه الملحق بمسكنه بأن تسلل المتهم خلسة حال حمله للأداة "زاوية حديدية". اقرأ أيضًا: من أجل سرقة هاتفه.. الإعدام لقاتل "محامي كفر الشيخ" - صور
