شاب عشريني في بداية حياته العملية، لم يكد ينهي حياته الجامعية حتى شاء القدر أن يرث تركة كبيرة، أرصدة بنكية بمبالغ هائلة، يعرض عليه أحد المقربين منه مشاركته في مجال العقارات بدعوى الحفاظ على ثروته. لم يتردد الشاب "محمد. ط" في قبول عرض رجال الأعمال الذي راح يطمأنه عن مستقبله "العقارات سوقها حلو وتشغل فلوسك بدل ما تسحب منها" دون أن يدري بخلده ما ينتظره. أشهر قليلة احتاجها "محمد" لاكتشاف الحقيقة، وأن شريكه ملاحق من قوات الشرطة لثبوت تورطه في قضايا نصب واحتيال على بعض العملاء، إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، اصطدم بكونه متهما في بعض الوقائع الحديثة مما يجعله عرضة السقوط في قبضة الأمن. نجحت أجهزة الأمن في ضبط المتهم ومن ثم إحالته للنيابة العامة التي أمرت بحبسه ليقرر "محمد" ترك محل إقامته في منطقة النزهة، والهروب خارج العاصمة خشية اللحاق بريكه خلف القضبان. رغم هروبه، استمر نشاط صاحب ال27 سنة، اتخذ قرارا باستلام الراية واستكمال مشوار شريكه بغض الطرف عن شرعية العمل، ليتحول من رجل أعمال حلم بأن يرتقي درجات سلم المجد دون مخالفاة القانون إلى شخص احترف أعمال التزوير لجني المال دون تكبد مشقة العمل. وقائع عدة نفذها "النصاب الصغير" ظن أن مرورها بسلام دون كشف أمره سيحول دون سقوطه في قبضة الشرطة إلا أن مباحث العجوزة كانت لها بالمرصاد. داخل مكتبه الكائن في الحي الراقي، كان الرائد باسم أبو الدهب رئيس مباحث نقطة المهندسين، يفحص أوراق إحدى القضايا، يقطع انهماكه في العمل صوت هاتفه لدى تلقيه مكالمة من مصادره السرية حول تردد أحد الأشخاص على مقر شركة للمقاولات والاستثمار العقاري بشارع لبنان. أخطر الرائد "أبو الدهب" العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، الذي أمر بتكوين فريق بحث تحت إشراف العقيد عمرو البرعي مفتش فرقة الوسط والمقدم محمد أبو زيد وكيل الفرقة، والمقدم مصطفى خليل رئيس مباحث العجوزة؛ لفحص ذلك الشخص، وتكثيف التحريات حول نشاط الشركة موضع الاشتباه. بالعودة إلى مقر النقطة، وضع الرائد باسم أبو الدهب خطة بحث مثفة بمشاركة أفراد الشرطة تركزت على تجميع المعلومات عن المترددين على الشركة وطبيعة عملها وإعداد تقرير وافٍ عن مالكها. في غضون ساعات كشفت جهود البحث والتحري عن مفاجأة بأن المشتبه به ويدعى "محمد.ط"، 27 سنة، هو مالك الشركة، وصادر ضده 60 حكما قضائيا "نصب واحتيال، تبديد وشيكات" ما بين دائرتي العجوزة ومصر الجديدة، وأنه ترك محل إقامته منذ فترة لدى ضبط شريكه، وأن إجمالي المبالغ المستحقة عليه نحو 300 مليون جنيه. بالعرض على اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، وجه بسرعة ضبط المتهم متلبسا، فتم تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة، وتمكنت مأمورية قادها الرائد باسم أبو الدهب، من ضبط المتهم في أثناء تواجده بالشركة وبحوزته طبنجة داخل خزينتها 3 طلقات. أمام رجال التحقيق أقر المتهم بصحة التحريات والأحكام الصادرة ضده، وحيازة السلاح للدفاع عن النفس قائلا "استلفه من صاحبي علشان ناس كتيرة بطاردني"، ليسدل رجال البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة على واحد من أخطر المتهمين في مجال النصب بإحالته إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.