يبدأ الأقباط الأرثوذكس، اليوم الأربعاء، صوم العذراء مريم، والذي يستمر لمدة 15 يوما، ويُعد من أصوام الدرجة الثانية بالكنيسة المسموح فيها بتناول السمك. وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالصوم، بإقامة نهضات روحية وموالد للعذراء بكل الكنائس والأديرة التي تحمل اسم العذراء وأشهرها دير السيدة العذراء بجبل درنكة بمحافظة أسيوط الذي يستقبل سنويا نحو مليوني زائر، بالإضافة إلى كنيسة السيدة العذراء مريم بمنطقة مسطرد في القليوبية. ويحرص الشعب القبطي على صيام تلك الفترة كاملة؛ تقديرا لمكانة السيدة العذراء مريم القيمة، ويمتنع الأقباط عن تناول اللحوم ويكتفون بتناول المأكولات بالزيت فقط. وفي اليوم ال15 من صوم العذراء يحتفل المسيحيون بعيد العذراء وهو يوم إصعاد جسد السيدة العذراء، البعض يصومه بزهد وتقشف زائد ويكتفي بتناول المأكولات بدون زيوت. وترجع قصة صوم السيدة العذراء إلى أن رسل السيد المسيح أنفسهم (التلاميذ) لما رجع توما الرسول من التبشير في الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!" وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسرى بعدما اشتهوا أن يروا ما رآه، فأظهر الله لهم في نهايته جسدها، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي. ويعتبر صوم السيدة العذراء موجودًا أيضًا في الكنائس الأخرى وإن اختلف التوقيت والمدة، فعند الروم الأرثوذكس هو أيضاً خمسة عشر يوماً كما في الكنيسة القبطية، وهو خمسة أيام عند كل من السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس، أما عند الروم الكاثوليك يوما الجمعة اللذان يقعان بين يوم 1 و14 أغسطس من كل عام، ويصومه الكلدان الكاثوليك يوماً واحدا، فيما تبدأ الكنيسة الكاثوليكية صومه اول أغسطس وحتى يوم 15 من نفس الشهر. ومن المقرر أن يلقي البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية، مساء اليوم، التي سيوجه في بدايتها التهنئة للأقباط بمناسبة صوم العذراء.
