هل الله سبحانه وتعالى يحب ولا يحب؟.. القرآن الكريم يجيب (10)

هل الله عز وجل يحب ولا يحب؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين، وقد أجاب عنه القرآن الكريم في آياته الحكيمة، التي إذا تتبعناها لوقر في يقيننا أن الله يحب ولا يحب، وهذا ما نجده في آيات كثيرة من كتاب الله العزير.. وفي حلقات متواصلة يرصد مصراوي كيف أجاب القرآن الكريم عن السؤال: هل الله عز وجل يحب ويكره؟
(10)
إن الله لا يحب (المفسدين)
قال تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿77 القصص﴾.
التفسير
جاء في تفسير الطبري: عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) قال: أحسن فيما رزقك الله.
(ولا تبغ الفساد في الأرض) يقول: ولا تلتمس ما حرّم الله عليك من البغي على قومك.
(إِن الله لا يحب المفسدين) يقول: إن الله لا يحبّ بغاة البغي والمعاصي.
وذكر الله عز وجل المفسدين في مواطن كثيرة في القرآن الكريم ومنها:
قال تعالى: أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿12 البقرة﴾
قال تعالى: وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27 البقرة﴾
قال تعالى: وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿60 البقرة﴾
قال تعالى: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿63 آل عمران﴾
قال تعالى: وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿64 المائدة﴾
قال تعالى: فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴿74 الأعراف﴾
قال تعالى: وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴿86 الأعراف﴾
قال تعالى: أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ ﴿28 ص﴾
جزاء المفسدين
قال تعالى {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم}. (المائدة:33).
وهو أشد جزاء للمفسدين في الأرض مثل تنظيم داعش والخلايا الإرهابية في جميع الأديان والأيديولوجيات والإثنيات العرقية المتطرف منها في كل مكان في العالم.
تعريف الفساد
يقول الزمخشري: "الفساد: خروج الشيء عن حال استقامته وكونه منتفعًا به، ونقيضه، الصلاح، وهو الحصول على الحال المستقيمة النافعة.
ويقول القرطبي في كتابه "الجامع لأحكام القرآن": "الفساد ضد الصلاح وحقيقته العدول عن ضدها الاستقامة.
ويقول ابن كثير في تفسير القرآن: "الفساد هو العمل بالمعصية، ويمكن القول بأن الفساد هو: "كل مخالفة لنص شرعي أو اتفاق عرفي معتبر".