وزير الأوقاف يطالب بترسيخ مناهج الفهم وثقافة التفكير وإعمال العقل لمواجهة الجمود والتطرف

طالب وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، بنشر ثقافة التفكير وإعمال العقل ومراعاة مقتضيات الواقع في سائر جوانب الحياة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والخروج من دائرة القوالب الجاهزة والأنماط الجامدة إلى رؤية تتسم بالفكر، والعمل بحركة سريعة وقوية لمواجهة الجمود والفكر المتطرف معا، حتى نخلص المجتمع والإنسانية من خطر الجهل الشرعي والتطرف الفكري وما قد يتبع ذلك من تبني الإرهاب منهجا وسلوكا.
جاء ذلك في مقدمة وزير الأوقاف لأحدث كتاب أصدره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان (قواعد الفقه الكلية رؤية عصرية) لكل من الدكتور محمد أبو عاصي الأستاذ بكلية أصول الدين وعميد كلية الدراسات العليا السابق، والدكتور رمضان الهتيمي عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر والدكتور محمد الجبالي رئيس قسم الفقه بكلية الدراسات العليا، والدكتور هاني تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، والدكتور ياسر مرسي مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة.
كما طالب الوزير بالعودة وبقوة إلى ما يرسخ مناهج الفهم والتفكير وإعمال العقل، من خلال دراسة علم أصول الفقة، وقواعد الفقه الكلية، وفقة المقاصد..مؤكدا أن الأحكام الفقهية الجزئية المستنبطة من خلال اجتهاد المجتهدين في قراءة النصوص في ضوء القواعد الكلية والأصولية وفهم مقاصد النصوص ومراميها ليست قرآنا، وأن بعضها قابل للتغيير وفق مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والأشخاص، وقابل للرأي والرأي الآخر.
وقال جمعة" علينا أن نفرق بين الثابت والمتغير، وبين ما هو من شئون العقائد والمعاملات، وما هو من شئون نظام الدولة، فإن تنزيل أي منها منزلة الآخر يحدث خللا في الفهم ويعد ضربا من الجهل، كما يجب أن نفرق بين ما هو من شئون الأفراد، وما هو من شئون الدول، ومن له الحق في الفتوى أو التصرف فيما يتصل بشئون الدول كما أن من شروط الاجتهاد ضرورة معرفة عادات الناس، فكثير من الأحكام تختلف باختلاف الزمان لتغير عرف أهله".
وأضاف" إن إعداد هذا الكتاب يأتي في ضوء خطة متكاملة لقراءة عصرية لتراثنا العلمي والفقهي تراعي ظروف الواقع ومستجداته، مؤملا أن يسهم مع كتابي: "الفهم المقاصدي للسنة النبوية" ، و"الكليات الست" وما صدر عن وزارة الأوقاف من إصدارات عصرية في تشكيل الوعي المستنير الذي نسعى إلى تحقيقه وتحويله إلى حالة استنارة عامة وواسعة في إطار جهود تجديد الخطاب الديني المستمرة، تجديدًا منضبطًا وقراءة واعية للنصوص وللواقع معا، خدمة للدين والوطن.