مدير وسائط "بي بي سي": الصحافة لا تدفع بسخاء.. وهذا مستقبل الجرائد الورقية (حوار)

قال محمد يحيى مدير غرفة الوسائط المتعددة في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن أهم تحدي لأي وسيلة إعلام جادة، العمل على زيادة عدد القراء أو المشاهدين أو المستمعين، مضيفًا أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال تقديم مادة إعلامية جيدة.
* كيف تقيم وضع الإعلام المصري؟
- مصر دائمًا رائدة في الإعلام حتى بداية التسعينيات، عندما كانت الصحافة المكتوبة على قمة الهرم الإعلامي، وقبل التحول المفاجئ مع ظهور التلفزيون، الذي خطف الأضواء. وما يحدث الآن أن الإنترنت والتليفون المحمول، قلبا الموازين، وأصبحا الأسهل والأسرع والأرخص للحصول على المعلومة، ووسائل الإعلام التقليدية الآن تحاول أن تتكيف معه.
* ما هي التحديات التي تواجه الإعلام؟
- أهم تحدي لأي وسيلة إعلام جادة، هو زيادة أعداد القراء أو المشاهدين أو المستعمين، وأن يصبح لهم تأثير وسمعة طيبة، "إزاي دا يتحقق؟ بتقديم مادة جيدة، تجذب القراء بشكل يومي".
* كيف يحدث هذا؟
- لابد من البحث عن ميزة تنافسية للوسيلة الإعلامية، كل وسيلة إعلامية لديها ميزة تنفرد بها وتعمل على الاستمرار في هذا التميز، تحاول تنفرد بها وتتفوق على المنافسين، فنجاح أو فشل أي وسيلة يعتمد على عدد الجمهور.
* ما هو مستقبل الصحف الورقية؟
- أحد مسارين، إما توقف الصحافة المطبوعة والتحول إلى إلكترونية، أو التحول لنموذج جريدة التايمز البريطانية، التي ربطت الصحافة الورقية والرقمية ونشرت موضوعاتها على الإنترنت مقابل اشتراكات، وهم صامدين حتى الآن.
* هل يمكن تطبيق هذا النموذج في مصر؟
- الصحافة هناك قوية لدرجة كبيرة، والجمهور مستعد للدفع مقابل الحصول على هذه المقالات لأنهم يعلمون أنهم لن يحصلوا عليها إلا في التايمز.
* هل الأفضل الصحافة الورقية أن تتحول لصحافة رأي؟
- الأفضل للصحافة الورقية أن تتحول إلى صحافة دسمة، أن تقدم مادة دسمة مبذول فيها مجهود وليس بالضرورة أن تتحول لصحافة رأي وتحليلات، المهم أن تقدم مادة بجودة عالية لدرجة تجذب القارئ.
* من خلال متابعتك، كيف ترى أوضاع الجماعة الصحفية في مصر؟
- بشكل عام مهنة الصحافة ليست مهنة تدفع بسخاء، ودائمًا ليست مربحة، فعندما تمر الصحافة بأزمة ستنعكس على المؤسسات الصحفية، فعندما تقل عوائد الإعلانات والاستثمارات في الصحافة تصبح الصحف غير قادرة على التوسع وتعيين الصحفيين وتحديث آليات التطوير والتدريب، وعندما تزدهر تجد أحوال الصحفيين تنتعش، وهي دورات معرضة للهبوط والصعود.