نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية آخر مقال كتبه الإعلامي السعودي جمال خاشقجي قبل اختفائه في الثاني من أكتوبر الجاري بعد ذهابه إلى قنصلية بلاده في إسطنبول لاستخراج بعض الأوراق الرسمية. واستهلّت الصحيفة مقالها بتنويه كتبته كارين عطية محررة قسم الآراء في الواشنطن بوست، أوضحت فيه أنها حصلت على هذا المقال من مترجم ومُساعد خاشقجي في اليوم التالي لاختفائه، أي في الثالث من أكتوبر الجاري، لكنها قرّرت تعليق نشره "أملًا في ظهور خاشقجي". وتابعت أن "عليها الآن أن تتقبّل فكرة أن ذلك لن يحدث ابدًا"، مُعتبرة أن المقال الأخير لخاشقجي، والذي يحمل عنوان (أمسّ ما يحتاجه العالم العربي هو حرية التعبير)، يأتي مُعبرًا عن التزامه وشغفه بالحرية في العالم العربي. كانت الواشنطن بوست الأمريكية، التي يكتب بها خاشقجي مقالات رأي منذ سبتمبر 2017، قد تركت "مساحة شاغرة" في صفحة الرأي خاصّتها ضمن الجزء المُخصص لمقالات الإعلامي السعودي قبل نحو 13 يومًا. وكتبت "هذا العمود كان من المفترض أن يكون مكتوبًا من قِبل جمال". واختفى خاشقجي في الثاني من أكتوبر الجاري بعد ذهابه إلى قنصلية بلاده بإسطنبول لاستخراج بعض الأوراق. وتعتقد أنقرة أن خاشقجي لم يغادر مبنى القنصلية وأنه رُبما قُتِل فيها ونُقِلت جثته خارج المبنى، فيما تنفي الرياض ذلك وتؤكّد أنه غادرها بعد فترة وجيزة من دخوله. واستهلّ خاشقجي مقاله الأخير بالإشارة إلى تقرير من مؤسسة "فريدم هاوس" عن الحريات في العالم لعام 2018، الذي أظهر أن تونس الدولة العربية الوحيدة المُصنّفة بأنها "حرة"، يليها الأردن والمغرب والكويت في المرتبة الثانية بتصنيف "حرة جزئيًا"، وباقي الدول العربية "غير حرة".
