أثارت موافقة وزارة الآثار على إقامة حفل عشاء، تحول لعقد قران، داخل بهو الأعمدة في معبد الكرنك بالأقصر، جدلًا واسعًا في الأوساط الأثرية والسياحية، واعتبرها البعض إهانة لقيمة وتاريخ الأثر المصري وتحويل أكبر موقع أثري في مصر، ل"صالة أفراح" بحسب تعبيرهم، فيما رأى آخرون أن الموافقة تمثل أحد أشكال تشجيع السياحة المعروفة في كل دول العالم، التي لا تمثل أي إساءة للآثار المصرية. ثروت عجمي مستشار غرفة شركات السياحة في الأقصر، قال ل"مصراوي" إنه يجب محاسبة من وافق على إقامة هذا الحفل في بهو الأعمدة الأثرية داخل المعبد، حتى لو كان وزير الآثار نفسه، مضيفًا: "ما حدث يمثل إهانة كبيرة في حق حضارة وتاريخ تمتد لأكثر من 5 آلاف عام". يضيف عجمي: "نحن العاملين في قطاع السياحة طالبنا بالتحقيق في الواقعة، بحضور أكثر من 300 شخص داخل بهو معبد الكرنك، ومازلنا على موقفنا". وتابع عجمي: "نحن لسنا ضد هذا النوع من السياحة ونرحب به وندعمه ولطالما شهد معبد الكرنك حفلات أقيمت في الساحة الخارجية للمعبد، لكن ليس داخل بهو الأعمدة الأثرية. المشكلة تكمن في اختيار موقع إقامة الحفل داخل المعبد وكأن الأمر مقصود منه إهانة الأثر المصري". سيد عبدالحميد – موظف في إحدى شركات السياحة- يقول: "هذه ليست أول مرة يقام فيها حفل عشاء داخل معبد الكرنك، ولطالما أقيمت مثل هذه الحفلات أثناء مهرجاني السينما الإفريقية والأوربية وأثناء الاحتفال بضيوف مؤتمر السياحة العالمي إلى جانب إقامة حفل لعروض الأزياء وغيرها من الفعاليات". يضيف سيد: "لا أرى أن الحفل فيه أي إساءة للآثار المصرية طالما التزم منظموا الحفل بقواعد تنظيم الحفلات وحافظوا على الآثار ولم يسيئوا لها بأي شكل من الأشكال، على اعتبار أن مثل هذه الحفلات ستدر دخلاً كبيرًا على خزينة الدولة". ووصف أحمد حسين – مرشد سياحي – إقامة حفل عشاء وعقد قران داخل معبد الكرنك ب"الشيء المؤسف"، وتسائل: "كيف لموقع أثري بحجم معبد الكرنك يضم آثار ملوك وملكات مصر التي شيدت قبل آلاف السنين، أن يتحول لقاعة أفراح يتم تأجير صالاته بهذا الشكل المهين". وطالب المرشد السياحي بفتح تحقيق عاجل في هذا الأمر ومحاسبة المسئول عن السماح بتنظيم هذا الحفل حسابًا رادعًا حتلا لا يتكرر الأمر، بحسب ما قال. من ناحيته قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه كلّف مدير منطقة آثار الكرنك بتحرير محضر في شرطة السياحة والآثار ضد الشركة المنظمة للحفل، لمخالفتها الموافقة الرسمية التي حصلت عليها من وزارة الآثار، والتي نصت على تنظيم حفل عشاء كما هو متبع، وليس عقد قران داخل بهو الأعمدة. وأضاف وزيري، أن وزارة الآثار قررت وقف التعامل مع الشركة المنظمة للحفل تمامًا، وإحالة مفتشي الآثار المشرفين على الحفل إلى التحقيق. وشهد معابد الكرنك مساء أول أمس الخميس، وحتى الساعات الأولى من صباح الجمعة، حفل عشاء تحول لعقد قران أثار جدلًا واسعًا بين العاملين في القطاع السياحي.
