بمجرد إعلان الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم فوز البروفيسور تاسوكو هونجو بجائزة نوبل للطب 2018، الإثنين الماضي، عن إسهامه في تطوير استخدام العلاج المناعي لعلاج السرطان.. ظهرت فتاة بملامح مصرية ضمن فريقه البحثي في صورة انتشرت على "السوشيال ميديا"، وشغلت الكثيرين. "مصراوي" تواصل مع الفتاة العربية عضو الفريق البحثي للعالم الياباني، وكان لنا معها هذا الحوار؛ وإلى نصه: - العالم العربي كله يريد أن يعرفك، والمعلومات المتاحة كانت قليلة جدًا.. من أنت؟ أنا منى محمد أحمد الحبسي من سلطنة عمان، أدرس بكلية الطب في قسم المناعة والوراثة بجامعة كيوتو اليابانية. - في جامعة كيوتو اليابانية.. كيف تعرفت إلى البروفيسور "تاسوكو هونجو"؟ أنا كنت مهتمة باليابان من أيام دراستي البكالوريوس في عمان، وكنت أتابع دائمًا أبحاث البروفيسور تاسوكو هونجو، وجذبتني أفكاره. - ما الذي دفعك لاختيار الطب عن غيره من المجالات.. هل لعائلتك دور؟ إطلاقًا، عائلتي ليس لها أي صلة بمجال الطب، والسبب الرئيسي في دراستي له هو شغفي بالطب والعلوم والأحياء. - كيف استقبلت دعوة البروفيسور تاسكو هونجو بإشراكك بفريقه البحثي؟ لم يخطر ببالي يومًا ذلك، أن بروفيسور يراسلني شخصيًا ومقابلته لي كانت أشبه بالحلم، والقدر هو السبب إنه يكلمني؛ وبالطبع.. كانت فرحتي شديدة. - ما كواليس عمل فريقكم البحثي وكيف بدأتم؟ عمل البروفيسور تاسكو هونجو على البحث حوالي 20 سنة، وأنا اشتركت معه مؤخرًا. لكن الشغل كان مرهق ومتعب جدًا، ولكننا كنا مبسوطين، بشكل يومي نعمل بدوام 10 ساعات متواصلة.. أحيانًا تصل إلى 12 ساعة، والوقت بالنسبة لنا معدوم، لما نكن نشعر به مطلقًا. - كيف تم التنسيق بينكم وبين فريق الأستاذ الأمريكي جيمس أليسون؟ لم يحدث أي تنسيق بشكل مباشر، والرابط ما بيننا كان لاكتشاف البروفيسور أليسون بروتين معين، يعمل بطريقة معاكسة لبروتين الذي كنا نعمل عليه، من شأنه أن يُحفز الخلايا لتعمل بشكل أفضل. - ما أسلوب "تاسوكو هونجو" في التعامل معكم؟ هو متاح في أي وقت، والتواصل بيننا ليس عن العلم فقط، يمكنني الحديث معه بأي أمور شخصية، هو مستمع جيد. - ما الدروس التي تعلمتيها من "تاسوكو هونجو"؟ لا وجود للصدفة في العمل..التأكد من النتائج بشكل 100%..تحليل الأمور الحياتية بشكل مبسط - قبل جائزة نوبل.. كنتِ تتوقعين يومًا ما حصولك فريقك على جائزة نوبل في مجال الطب؟ بالطبع لا، إنه حلم لكل من يدرسون العلوم والأبحاث، وكان أمرا غير متوقع تمامًا. - اخترتم العمل على استغلال استراتيجيات مختلفة لتثبيط كوابح الجهاز المناعي في علاج السرطان..لماذا هذا الموضوع عن غيره؟ السبب هو أن العلاجات التقليدية للسرطان دائمًا كانت تستهدف الخلايا السرطانية، لا تفرق بين الخلية الصحية والمسرطنة.. وبالتالي تقضي على كل شيء بطريقها.. لكن هذا النوع من العلاج يستهدف الجهاز المناعي وهو يملك القدرة على تفريق بين الخلايا المسرطنة والصحية.. وآثارها الجانبية أقل بكثير. -كم كانت نسبة إيمانك بنجاح فريقك؟ كنا على يقين تام أن يومًا من الأيام سننجح، ولكن لم نكن نعلم متى. - بالحديث عن التحضيرات وعمل فريقكم البحثي.. ما أصعب مواقف مرت عليك؟.. وكيف تعاملت معها؟ (لم تتذكر أي مواقف) - كيف استقبلت خبر فوز فريقك البحثي بجائزة نوبل؟..ومن أخبرك؟ كانت صدمة بالنسبة لي، كنا نعمل وفوجئنا بدخول البروفيسور هونجو علينا، ولم نكن نصدق أنفسنا.. والصورة المنتشرة على الإنترنت كانت عقب إخباره لنا بالخبر. - ممكن تشرحي لنا بشكل مُبسط للقارئ العادي أهمية دور بحثكم العلمي في علاج السرطان؟ العلاج يستهدف خلايا المناعة، ويتغلب على كل أنواع السرطان. - مَن مِن العلماء العرب تتمنين العمل معه أو لقاءه؟ الطبيب أحمد سعيد الطيبي، وهو طبيب متخصص في الطب وفلسطيني، أما على مر العصور كنت أتمنى لقاء ابن سينا. - كفريق ناجح.. هل تنون الاستمرار في العمل معًا أو القيام بأي مشاريع أخرى؟ بالطبع أتمنى العمل مع البروفيسور تاسوكو هونجو، إذا أتيحت الفرصة. - بعد حصولكم على نوبل.. ما خطوتك التالية؟ هدفي إنه يوصل العلاج إلى الوطن العربي. -من مثلك الأعلى في مجال الطب؟ تاسوكو هونجو.. بالتأكيد لا أحد غيره. - يعتقد البعض أن العلماء لا يهتمون بالأدب والشعر.. ماذا عنكِ؟ بالعكس أنا أحب الرسم وقراءة الشعر والأدب بشكل عام. - ما دور عائلتك في نجاحك وتفوقك الدراسي؟ عائلتي كل شيء.. أمي وأخواتي ووالدي، هم دائمًا يدعمونني بشكل معنوي، ودائما على تواصل معي.. لولاهم ما استطعت أن أصل إلى ليابان.. باختصار تعجز الكلمات عن وصفهم. - كفتاة عربية.. بماذا تنصحن كل فتاة تسعى لتحقيق حلمها؟ يجب أن تسعى وراء الحلم، والله دائمًا يفتح الأبواب المغلقة، وأهم شيء أن تركز على السبل لوصول للهدف. - في المستقبل.. هل تنوين عمل أي مشروعات أو إسهامات في بلدك عمان؟ عمان تعني لي الحب، وأسعىإلى ذلك.