اتهم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الولاياتالمتحدة بعدم التنسيق مع بلاده في قضايا دولية. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال السياسي الاشتراكي: "نعلم ببعض القرارات عبر تويتر، وفي بعض الأحيان يتولد عندي انطباع بأن البعض في الولاياتالمتحدة يعلمون بالقرارات داخل البيت الأبيض عبر تويتر أولا، وهذا يغير من التعاون". يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كثيرًا ما فاجأ حلفاءه بأخبار عبر تويتر، منها على سبيل المثال انسحابه من البيان الختامي لقمة الدول الصناعية السبع الكبرى في كندا بتغريدة مقتضبة. وأوضح ماس أنه كانت هناك في الماضي مشاورات مكثفة مع الولاياتالمتحدة في كل القضايا المحورية " وكان هناك تنسيق مكثف على كل المستويات، لكن هذا الأمر آخذ في التراجع الآن"، وأعرب الوزير الألماني عن رغبة حكومته في العودة إلى المزيد من الحوار والتنسيق مع الولاياتالمتحدة. يذكر أن ماس سيتوجه غدا الاثنين إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومن المحتمل أن يعقد هناك لقاء مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو. وسيتوجه ماس في ذكرى الوحدة الألمانية (الثالث من أكتوبر) إلى واشنطن لحضور فعاليات يوم ألمانيا في الولاياتالمتحدة والذي سيتضمن أكثر من 1000 ندوة، وتهدف فعاليات هذا اليوم إلى تعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة خارج نطاق السياسة الحكومية. يشار إلى تردي العلاقات الأمريكية الألمانية منذ تولي ترامب مهام منصبه مطلع العام الماضي، وامتدت الخلافات بين الجانبين من سياسة التجارة مرورا بالاتفاق النووي مع إيران وصولا إلى ملف حماية المناخ ونفقات الدفاع. وكان ماس رسم في الشهر الماضي استراتيجية جديدة للعلاقات عبر ضفتي الأطلسي في ضوء هذه الخلافات، وتتضمن هذه الاستراتيجية بناء ألمانيا لقوة توازن " في حال حدوث تجاوز للخطوط الحمراء" كما نادى ماس بأن يتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا يتسم بثقة أكبر في النفس في التعامل مع الولاياتالمتحدة. وقال ماس:" نحن الأوروبيين لا ينبغي أن نجلس كالأرانب أمام الأفعى لنترقب ما سيكتب على تويتر في اليوم التالي"، وطالب بأن يكون الهدف هو ضبط الشراكة عبر ضفتي الأطلسي وفقا لمعطيات 2018 لتعديلها من جديد ولجعلها في المقام الأول صامدة في وجه المستقبل. وأضاف ماس:" الكثيرون يعتقدون أن بإمكانهم الانتظار حتى يذهب ترامب وبعد ذهابه سيعود كل شيء كما كان، لكني أعتبر ذلك تقديرا خاطئا، فثمة تغييرات هيكلية في العلاقات الأطلسية لن تختفي حتى بعد ذهاب ترامب، وهذا ما ينبغي علينا في ألمانيا وفي أوروبا في المقام الأول التكيف معه بشكل استراتيجي".