المتحدث باسم السراج: إيطاليا تتفهم رفض توطين المهاجرين داخل ليبيا

استقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، اليوم الثلاثاء بمقر المجلس في طرابلس، وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، التي وصلت إلى طرابلس اليوم في زيارة هي الأولى لها.
ووفقاً لما أورده مكتب الإعلام برئاسة الوزراء الليبية فقد أكدت ترينتا على العلاقة المتميزة بين البلدين، وجددت دعم الحكومة الإيطالية لجهود تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، ودعمها للمصالحة الوطنية وللمسار الديمقراطي وفقا لما يراه الليبيون.
وأشارت ترينتا إلى أن البحر المتوسط الذي يجمع البلدين، من ناحية الثقافة والتعاون والتواصل، أصبح يجمعهما في مواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي يعاني منها البلدان، وقالت إنها "تعتبر إيطاليا بلد عبور مثل ليبيا فالمهاجرون الذين يصلون إليها لا يودون البقاء فيها، وهي تدرك ما تواجهه ليبيا من مصاعب في هذا الشأن".
ومن جانبه أكد السراج على عمق العلاقة بين البلدين والسعي لتطويرها، وقال إن "الهجرة بصفة عامة ظاهرة موجودة منذ الأزل، والمهم هو كيفية إدارتها"، وأكد بأن العلاج يجب أن يشمل مساعدة دول المصدر تنموياً، بما يوفر فرص عمل لشبابها وحتى لا يضطر لمغادرتها في مغامرة محفوفة بالمخاطر، وأضاف: ان "الاهتمام بالمهاجرين العابرين للبحر المتوسط لا يجب أن ينسينا الحدود الجنوبية التي يتدفق عبرها هؤلاء المهاجرون وتحتاج إلى دعم لتأمينها".
وطالب السراج بدعم إيطاليا للطلب الليبي برفع جزئي لحظر توريد السلاح إلى ليبيا من أجل تجهيز قوة لمحاربة الإرهاب ودعم حرس المنشآت النفطية والحرس الرئاسي، مثمناً ما تقدمه إيطاليا من مساعدات لخفر السواحل، وآملاً في تطوير هذا الدعم ليتمكن هذا الجهاز من أداء مهامه في عمليات الإنقاذ وملاحقة المهربين والمتاجرين بالبشر.
وبحث الاجتماع سبل عودة الشركات الإيطالية لاستئناف عملها في ليبيا وتشكيل لجنة مشتركة لمراجعة التعاقدات السابقة، كما تطرق إلى برامج لدعم قطاع الصحة وإمكانية إرسال فرق طبية إيطالية إلى ليبيا وإرسال المرضى الليبيين الذين يتعذر علاجهم إلى إيطاليا، إضافة للتعاون في مجالي الطاقة والكهرباء.
ومن جهته عقد الناطق الرسمي باسم رئيس المجلس الرئاسي محمد السلاّك مؤتمراً صحفياً مساء اليوم في طرابلس، أكد فيه أن زيارة ترينتا تأتي تأكيداً على دعم الجانب الإيطالي لجهود المصالحة الوطنية في ليبيا واستكمال العملية السياسية التوافقية بين أطراف الصراع في ليبيا.
وأشار السلاك إلى مناقشة الجانبين الليبي والإيطالي لمسألة التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية ودعم مراكز إيواء المهاجرين في ليبيا، وكذلك البحرية الليبية وخفر السواحل وتزويدهم بالمعدات اللازمة.
وفي رد على سؤال وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) حول رؤية إيطاليا للتصريحات الأخيرة للسراج التي رفض فيها مبدأ توطين المهاجرين داخل ليبيا، أكد السلاك تفهم إيطاليا لهذه التصريحات وعدم معارضتها لذلك، نافياً مناقشة وجهة النظر الأوروبية حول الأمر.
وحول الخلاف الإيطالي الفرنسي على الملف الليبي قال السلاك ل(د.ب.أ) إن "الخلافات قد تحدث في التفاصيل المتعلقة بالملف الليبي، ولكن هناك اتفاق في الخطوط العريضة المتعلقة بسياسة المجتمع الدولي الذي تعتبر فرنسا وإيطاليا جزءاً منه، فهناك تأكيد من البلدين على الحل السلمي للأزمة الليبية عبر الانتخابات".
وأضاف قائلاً: "نحن نتعاط مع المجتمع الدولي، وفرنسا وإيطاليا دول صديقة لنا، وقد تحدث خلافات، ولكن ما يهمنا في النهاية هو ألا تنعكس هذه الخلافات على ليبيا، وهذا ما أكدناه أمس لوزير الخارجية الفرنسي، وأكدناه اليوم لوزيرة الدفاع الإيطالية.