ننفرد بالتقرير النهائي ل"الأعلى للإعلام" بشأن أعمال رمضان: 345 مخالفة

تابعت لجنة الرصد والتقييم الإعلامي، بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أداء الشاشات خلال شهر رمضان المعظم بما احتوته من أعمال درامية وإعلانات وبرامج متنوعة.
وقالت اللجنة في تقريرها النهائي- الذي ينفرد "مصراوي" بنشره، إن عملها اقتصر على متابعة مدى التزام الشاشات بالمعايير المهنية الإعلامية التي أصدرها المجلس ولم تتطرق للنواحي الفنية الإبداعية داخل الأعمال الدرامية.
وأوضح التقرير أن التركيز الشديد للإعلانات داخل الأعمال الدرامية وبمدد زمنية كبيرة تسبب في إصابة المشاهدين بالملل وعزوفهم أحيانًا عن المتابعة، كما أفقد المسلسلات بريقها وجاذبيتها عند كثير من المشاهدين.
وتابعت اللجنة 16 مسلسلاً ناقشت قضايا المجتمع ومشاكله منها (كلبش2 – نسر الصعيد)، وسلطا الضوء على بطولات الجنود والضباط الذين يواجهون الإرهاب ورصد معاناة أسرهم، وأوضحت اللجنة حاجة الشاشات إلى المزيد من هذه الأعمال خاصة أنها تحظى بأعلى نسب المشاهدة.
وقالت اللجنة إن هناك غيابًا إبداعيًا عن تناول قضايا الشهداء وبطولاتهم باعتبارها إحدى أهم قضايا وجود الوطن وتقدم القدوة والنموذج للنشء والشباب، كما رصدت اللجنة انخفاضًا ملحوظًا في المشاهد التي تمثل إهانة للمرأة المصرية عن الأعمال التي جرى بثها العام الماضي رغم عدم وجود أعمال درامية تليق ببطولاتها وتضحياتها.
ولاحظت اللجنة أن هناك عملاً دراميًا تعمد الإساءة في حوارات أبطاله للمعاقين بشكل واضح وصريح وبألفاظ وعبارات متدنية تحمل الكراهية وتدعو للعنف ولا تليق بالعرض على المشاهدين وخالف المسلسل مواثيق الأمم المتحدة والمعايير التي أصدرها المجلس في هذا الشأن، والمثير في الأمر أن هناك إعلانًا لأحد البنوك قدم نموذجًا للمعاقين أثار إعجاب المشاهدين بحصول المعاق على جوائز عالمية، ما يقدم القدوة والأمل للمعاقين ويحفزهم على الاجتهاد والإبداع.
وتابعت اللجنة ما أثير من جانب حكومة السودان الشقيق بشأن وجود مشهد في أحد المسلسلات يسيء للسودان ويتضمن سيارة تحمل لوحات معدنية سودانية تساعد الإرهابيين في أعمالهم، وتبين أن المشهد المذكور لا يشير من قريب أو من بعيد إلى دولة السودان كما أن اللوحات المعدنية للسيارة لا علاقة لها باللوحات السودانية وباقي مشاهد المسلسل لا تتضمن أي إهانات لا تصريحاً ولا تلميحاً، وتؤكد اللجنة أنها تعمل بالكود الأخلاقي الصادر بعدم الإساءة للدول الشقيقة ولا تسمح ببثها على الشاشات.
ورأت لجنة الرصد، أن أحد الأعمال الإبداعية (ورطة إنسانية) ناقش بشكل جديد متميز السلبيات في المجتمع، كما رصدت اللجنة أن بعض الإعلانات هذا العام احتوت على أعمال إبداعية راقية قدمت النموذج والأمل والبهجة.
ورأت اللجنة ضرورة توجيه الشكر إلى الكيانات الإعلامية الكبيرة التي التزمت بالمعايير وحذفت الكثير من الألفاظ والعبارات والمشاهد المسيئة التي تضمنتها الأعمال الدرامية هذا العام وهو الأمر الذي حظى باستحسان المشاهدين، فيما تضمنت معظم المسلسلات هذا العام مشاهد للتدخين وتعاطي المخدرات والخمور ورغم أن أغلبها يأتي في سياق الدراما إلا أن بعض هذه المشاهد تمثل مخالفات صارخة تستوجب المساءلة؛ نظرًا لأن هذه المشاهد تزامنت مع حوارات تروج للتدخين والمخدرات والخمور وهو أمر يشين الأعمال الإبداعية.
وأوضحت اللجنة أن أسوأ ما جرى عرضه في شاشات رمضان هذا العام، مشهد غسل الأم لجثة ابنتها في مسلسل "ضد مجهول"، والذي جاء صادمًا للمشاهدين خاصة مع تصويره بشكل بطيء ولعدة دقائق، ومشهد قتل الزوجتين لمحمد لطفي، في مسلسل "أيوب" والتمثيل بجثته، ومشهد تعذيب شاب معاق في مسلسل "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، ومشهد تعليم الأب في مسلسل "أبو عمر المصري" لابنه الطفل أساليب القتل واستخدام السلاح.
وأكدت اللجنة أن أسوأ برنامج في رمضان "عم يتساءلون" على شاشة L.T.C، وانتقدت اللجنة المشاركة المجتمعية ممثلة في تبرعات المصريين لأعمال الخير في رمضان على لسان ضيوفه وحرض المشاهدين على عدم التبرع كما أساء للشعب وقال أحد ضيوفه إن قطاعًا من المصريين ينتظر رمضان لكي يأكلوا.
ولفتت إلى أن أسوأ إعلان لإحدى شركات الملابس الداخلية ربط بين الملابس وبين الأخلاق، كما تابعت اللجنة نحو 10 آلاف مشهد تضمنها 16 مسلسلاً احتوت على 345 مخالفة للمعايير التي أصدرها المجلس بنسبة حوالي 3% من إجمالي المشاهد، واحتلت الألفاظ السوقية والمتدنية صدارة المخالفات وبلغ عددها 208 مخالفات بنسبة 60.3% من إجمالي عدد المخالفات كما احتلت الإيحاءات الجنسية المرتبة الثانية وبلغ عددها 43 مخالفة بنسبة 12.4% من إجمالي المخالفات.
وجاء معيار السباب بعدد 27 مخالفة بنسبة 7.8% واحتلت كلمة "يا ابن الكلب" صدارة هذا النوع من المخالفات، وتنوعت باقي المخالفات بين إهانة المرأة 2.3% ومشاهد العنف غير المبرر 2.3% وعدم احترام اللغة العربية (استخدام كلمات أجنبية) 1.4% والترويج للدجل والشعوذة 2.6% والإساءة لقيم الأسرة المصرية 6%، ومخالفات أخرى للمعايير.