الهباب يغطي الجدران والأسقف، الأثاث والأجهزة الكهربائية وغيرها تحولت لأكوام من الرماد، محتويات أكثر من 15 منزلًا احترقت واحترقت معها قلوب سكّانها الذين عاشوا لحظات عصيبة، بعد أن امتدت النيران التي أشعلها مزارع في قش قصب السكر بالزراعات المجاورة، إلى منازلهم وحظائر ماشيتهم التي يمتلكونها بعزبة التلاهي في قرية حاجر الرزيقات بحري التابعة لمركز أرمنت غربي الأقصر. ارتسم الحزن على وجوه سكان عزبة التلاهي الذين أتت النيران ليس فقط على ممتلكاتهم، وإنما على ذكرياتهم التي ضمتها جدران هذه المنازل المحترقة. " الحريق خرب بيوتنا شردنا احنا وعيالنا مخلاش لينا حاجة خد اللي ورانا واللي قدامنا" تمتم يوسف جاد أحد سكان المنازل المحترقة، بهذه الكلمات بصوت مبحوح. وأضاف ل"مصراوي" أول امبارح بعد العصر فوجئنا بالنار مولعة في بيتنا، وكل البيوت اللي حوالينا النار كانت بتنتقل من بيت لبيت بسرعة كبيرة بسبب الرياح اللي كانت شديدة في اليوم ده". بينما أرجع سعودي عبدالرحيم، أحد الأهالي، سبب سرعة انتقال النيران من منزل إلى آخر، إلى أن معظم أسطح البيوت في العزبة إما من مواد قابلة للاشتعال أو مُخزّن بها مواد قابلة للاشتعال، ما ساعد على استثارة جذوة النيران، التي امتد لهيبها ليطال كل هذه البيوت. وأضاف "عبدالرحيم": "الناس هنا غلابة ومتقدرش تعوّض الخساير اللي راحت نتمنى الدولة والجمعيات الخيرية تبصلنا وتحاول تعويضهم عن الخساير الكبيرة دي البيوت دي كان بيعيش فيها 46 بني آدم". وأوضح: "الخساير مش بس محتويات البيوت ده كمان في ماشية كتير نفقت في الحريق الماشية دي كانت فاتحة بيوت الغلابة". من جانبه قال أحمد عبيد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالأقصر إن جمعية صناع الحياة ستتولى ترميم وإعادة بناء المنازل المتضررة من الحريق وبالفعل هي موجودة الآن هناك، وتقوم بإعداد تقريرها الفني لتبدأ العمل فورًا. وأضاف "عبيد" أن وزارة التضامن الاجتماعي قدمت بالتعاون مع جمعيات الأورمان، ومصر الخير، والهلال الأحمر المساعدات الغذائية والبطاطين والخيام والمستلزمات الطبية والرعاية الصحية اللازمة. وأوفد بيت الزكاة والصدقات المصري برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر لجنة لتقديم مساعدات فورية للمتضررين من الحريق، حصرت أعداد المتضررين من الحريق لتقديم إعانات عاجلة لهم.
