شكاوى مستمرة، واستغاثات عدة، عبر بها أهالي بولاق الدكرور عن معاناتهم من انتشار تجار المواد المخدرة، مهددين حياة الشباب بل والصغار على حد سواء، لم تترجم لأي رد فعل سابقا، إلا أن اللواء عصام سعد، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، قرر ترجمتها إلى واقع ملموس بإعطائه شارة البدء لحملة مكبرة تحت شعار "بولاق بلا مخدرات". داخل مكتبه بمديرية أمن الجيزة، عقد اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، اجتماعا موسعا مع مساعديه بالتنسيق مع مكافحة المخدرات بقيادة اللواء ماجد عادل، بحث خلاله تنفيذ توجيهات مدير الأمن، وملاحقة تجار المخدرات كافة؛ تحقيقا لمبدأ الردع العام وتعقب ذوي النشاط الإجرامي، وتأكيدا على تواجد رجال الشرطة ودورهم في حفظ الأمن بالشارع الجيزاوي. لم يقتصر الأمر على هذا الاجتماع، بل امتد لمجموعة عمل كخلية نحل يترأسها العميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، الذي حرص على وضع اللمسات الأخيرة مع العقيد طارق حمزة، مفتش غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت، وكيل القطاع، وتوزيع الأدوار على ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، أصحاب الدور الأبرز. الخطة الأمنية شملت مداهمة مناطق ارتكاز تجار المخدرات وخاصة الإستروكس الذي بات يشكل خطرا كبيرا، بؤرا معروفة كانت في مرمى نيران ضباط المباحث (مسجد السُنية - ناهيا - أبو قتاتة - كوبري الخشب - صفط اللبن)، التعليمات كانت واضحة "لاحقوا كافة تجار المخدرات.. طبقوا القانون". الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، شهدت انطلاق الحملة بمختلف أرجاء بولاق الدكرور بقيادة المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، ومعاونيه الرائد طارق مدحت، والنقيب أيمن سكوري. نتائج اليوم الأول كانت مُبشرة، ضبط 45 متهما بحوزتهم أنواع مختلفة من المخدرات، وهواتف محمولة كانوا يتواصلون من خلالها مع عملائهم لترويج المواد المخدرة، ومبالغ مالية حصيلة تجارتهم غير المشروعة. يوم تلو الآخر، تحقق الحملة نجاحات ملموسة وسط إشادة الأهالي، وبلغ إجمالي المقبوض عليهم -بعد مرور 7 أيام- أكثر من 150 متهما، عُثر بحوزتهم على كميات كبيرة من الأقراص المخدرة، إستروكس، هيروين، حشيش، بانجو بالإضافة إلى مخدر الفودو. بشكل يومي، تابع اللواء عصام سعد نتائج الحملة، موجها بملاحقة تجار المخدرات دون هوادة، وفرض السيطرة الأمنية الكاملة على بولاق الدكرور لتصبح "بلا مخدرات"، مشيدا بجهود ضباط مباحث بولاق الدكرور وقطاع مكافحة المخدرات بالجيزة.
