بالصور.. حقيبة "رانيا" تتحول إلى رمز لمحاربة التحرّش في مصر: سأورثها لأحفادي

لم تكن تعلم رانيا فهمي، أن حقيبتها الجلدية المتواضعة، التي لم تكلفها سوى 150 جنيهًا، عند شرائها من مدينة قنا بعاصمة قبائل الصعيد، ستُصبح حقيبة عالمية تتحدث عنها صحف وقنوات العالم شرقًا وغربًا، والتي وصفت بأنها الحقيبة التي هزمت التحرّش في مصر.
حقيبة رانيا، فتحت آفاقًا جديدة للفتيات اللاتي كُنّ يُفضلنّ الصمت، وعدم المطالبة بحقوقهن القانونية، بعد تعرضهن للتحرّش بالشارع المصري، وكسرت حاجز الصمت لدى شريحة عريضة من الفتيات لمواجهة ظاهرة التحرّش بشجاعة في الشارع المصري.
حصل موقع "مصراوي" على صور لحقيبة قاهرة التحرّش رانيا فهمي، صاحبة أول حكم قضائي بجنوب صعيد مصر، ضد متحرش بالسجن المشدد.
حقيبة الفتاة.. سيفها لمحاربة التحرّش
وقالت "رانيا" ل"مصراوي" إنها لم تجد شيئًا تدافع به عن نفسها بعد تعرضها للتحرّش سوى هذه الحقيبة الجلدية، لِمَا شعرت به من إهانة بالغة عند تعرّضها لهذا الموقف غير المسبوق، فباتت تدفع بها يمينًا ويسارًا كأنها سيف محارب، في وجه المتحرّش فأنزلت عليه ضربات متتالية، كطعنات من فارسة مغوارة، كما أظهر مقطع الفيديو الذي انفرد به "مصراوي" من إحدي كاميرات المراقبة بالشارع.
وأضافت قاهرة التحرّش أن والدتها علمتها أن البنت يجب أن تدافع عن شرفها وجسمها، ولو كان فيها قتلها، لكي يظل أهلها مرفوعي الرأس بعدها.
وأوضحت الفتاة الصعيدية أنها أصيبت بتمزق في الأربطة جراء ضرباتها المتتالية لوجه المُتحرّش، فكما أوجعته لكماتها، أوجعتها، فأصيب ساعدها الأيمن بتمزق في الأربطة، وخضعت لكورس علاج طبيعي، وسجلت ذلك في التقارير الطبية التي قدمتها للمحكمة.
الحقيبة الرمز
وأشارت "رانيا" إلى أن حقيبتها لم تتمزّق ومازالت صالحة للاستخدام، وأنها ستظل معتزة بها، وأنها ستورثها لأبنائها وأحفادها، بعد زواجها، لتقول لهم هكذا دافعت عن الشرف، وهكذا يجب أن تدافعوا.
وطالبت الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش بصعيد مصر أن يتشبثن بحقائبهن جيدًا، وأن يستخدمنها كسلاح في مواجهة المتحرشين، وليأخذوا نصيبهم من الضربات الموجعة، بكافة شوارع مصر، ثم يتمسكن بحقهن في اللجوء إلى ساحة القضاء المصري العادل لمعاقبتهم قانونيًا بما يستحقون.
أحلام رانيا
وعن أحلام "رانيا" قالت إنها تتطلع لتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الراعي الأول للمرأة في مصر، لسبب واحد أنها تريد إدخال الفرحة والسرور على أسرتها البسيطة، التي تحدت العادات والتقاليد والضغوط من أجل استرداد حقها القانوني.
كانت محكمة جنايات قنا، قضت برئاسة المستشار عبدالفتاح القصير، في 14 فبراير الماضي، بالسجن المشدد 3 سنوات، على المتهم "إسلام. ش" بتهمة محاولة هتك عرض فتاة، والتحرش بها في الطريق العام بوضح النهار.
وتعزز الأجهزة الأمنية بمحافظة قنا، بقيادة اللواء أشرف رياض، مدير إدارة البحث الجنائي بقنا، من إجراءات البحث عن المتهم الهارب من العدالة، المتورط بواقعة التحرش، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة إزائه، وتنفيذ حكم القضاء عليه.