"خنقوه بجلبيته".. كيف نفذ 4 ملثمين السطو على مدرسة "فيوتشر" وقتلوا الحارس؟

تعرضت مدرسة "فيوتشر" الخاصة للغات، لعملية سطو مسلح، فجر الأربعاء، نفذه 4 ملثمين حيث تسلقوا سور المدرسة وأوثقوا 3 من أفراد الأمن، ما أسفر عن مقتل أحدهم أثناء مقاومته لهم، وسرقوا 2 لاب توب و3 هواتف محمولة ومبلغ ألفي جنيه، ولاذوا بالهرب.
وبمجرد تلقي أجهزة الأمن بلاغاً بالحادث، شكلت مباحث القاهرة، فريقاً رفيع المستوى، لسرعة ضبط المتهمين، وتحديد هويتهم، أسفر عن التوصل إلى مكان اختبائهم بمنطقة عين شمس، وأُلقي القبض على اثنين منهم.
"مصراوي" انتقل إلى موقع المدرسة بحي السفارات في مدينة نصر لمعرفة تفاصيل الواقعة، وهناك التقى ببعض أفراد فريق البحث المكلف بجمع معلومات حول الحادث، فيقول أحدهم رافضاً الإفصاح عن هويته إن الواقعة حدثت في وقت متأخر من الليل ونفذها 4-ملثمون لاعتقادهم أن إدارة المدرسة تحتفظ بمبالغ مالية كبيرة داخلها وقيدوا 3-أفراد أمن إداري – أحدهم قُتل خنقاً.
أشار الضابط إلى أن مرتكبي الحادث، استغلوا هدوء المنطقة فجراً وتسللوا عن طريق السور المجاور للشارع الرئيسي وتسلقوه ودخلوا المدرسة، وبحثوا عن أموال وبمجرد اكتشافهم عدم وجود مبالغ كبيرة سرقوا 2 لاب توب وهواتف أفراد الأمن وألفي جنيه.
أحد أفراد أمن المدرسة بدا عليه علامات الحزن، والريبة، والخوف، رغم انتشار أفراد وضباط الشرطة في كل طوابق المدرسة، وكل العقارات المجاورة، لجمع معلومات وتفاصيل أكثر عن الحادث، قال إنه يعمل كفرد أمن بفرع أخر بالمدرسة، وأخبرته إدارة المدرسة بالانتقال إلى فرع السفارات للعمل بدلاً من زملائه ممن تم الاعتداء عليهم.
يضيف الحارس الذي أغلق جميع أبواب المدرسة بسلاسل حديدة: "أنا مش عارف ايه اللي حصل بالضبط، رجال الشرطة جوه بيحققوا وخدوا باقي أفراد الأمن اللي شغالين هنا عشان يحققوا معاهم".
ويبدو أن "محمد، 65 سنة، حارس المدرسة المقتول"، كان محبوباً إذ سيطر الحزن على جميع حراس العقارات، والعاملين بالمحلات المجاورة، فيقول عم صلاح، حارس أحد العقارات، أنه كان حسن الخلق، وطيب ويتقابلون معه في أوقات الصلاة بالمسجد.
"عم محمد راجل طيب الله يرحمه".. كلمات وصف بها الدكتور أحمد يعمل بالصيدلية المجاورة للمدرسة، فرد الأمن الذي قُتل، قائلاً "عم محمد راجل طيب وكبير في السن .. بييجي يشتري مني بعض الأدوية المتعلقة بعلاج القاولون ويتكلم معايا عن الأسعار بالليل.. والناس كلها بتحبه لأن المنطقة كلها عارفاه".
يضيف الدكتور أحمد أنه علم بالواقعة من الأهالي صباح اليوم، وعندما قام بسؤال بعض الموظفين بالمدرسة قالوا له، إن المجني عليه قُتل أثناء محاولته منع المتهمين من سرقة محتويات المدرسة، حيث قاموا بخنقه بجلبيته بعد ربطه بالحبل، ثم سألوه عن مكان الخزنة غير أنه قاومهم، ومات بعد ذلك، وسرقوا لاب توب من غرفة الكنترول.
ويقول "محمود" عامل بسوبر ماركت مجاور للمدرسة، "أنا عرفت الصبح أول ما جيت إن فيه ملثمين قتلوا واحد من حرس المدرسة وربطوا 3 آخرين وسرقوا من الراجل اللي مات 80 جنيه كانوا معاه وسرقوا لاب توب من المدرسة وهربوا".
مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة قال لمصراوي، إن مرتكبي الحادث، هم كلٍ من (محمد خ، فرد أمن، و"محمد م"، عاطل، مقيمان بعزبة الهجانة، وأصل بلدتهما مركز دير مواس بالمنيا، و"محمد . ر ع"، عاطل له معلومات جنائية مسجلة، مطلوب ضبطه للتنفيذ عليه فى حكمين قضائيين، و"أحمد ع"، هارب).
وضبطت أجهزة الأمن "فرد خرطوش وطلقة، ومسروقات المدرسة، بحوزة المتهمين، الذين اعترفا بالتخطيط لارتكاب الواقعة، وتنفيذها، وأنهم كونوا فيما بينهم تشكيلاً عصابياً تخصص في ارتكاب جرائم سرقات بالإكراه، وتعدوا على المجني عليه بالضرب وقاموا بتوثيقه، وتكميم فمه ووضع جلباب على رأسه ما أدى لكتم أنفاسه ووفاته.
وتابع المصدر أن الجناة أوثقوا أفراد أمن المدرسة، وسرقوا "3 هواتف محمولة، و2 جهاز لاب توب، وكاميرا، ومبلغ مالي.
أمر اللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة بإحالتهما إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، ويترأس العميد محمود هندي رئيس قطاع شرق القاهرة، فريق البحث لضبط المتهمان الهاربان.