قالت قناة "سي إن بي سي" الأمريكية إن التقارير الصادرة، أمس الخميس، عقب محادثات شركة أرامكو السعودية وشركة جوجل وأمازون، بشأن إنشاء مركز تقني في المملكة، دليلا قاطعًا على أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليس أقوى شخصية في بلاده، ولكنه أقوى قائد في الشرق الأوسط. وذكرت القناة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني أمس الخميس، أن بن سلمان، 32 عامًا، تمكن من زيادة نفوذه في بلاده، وجعلها أكثر قوة على المستويين السياسي والمادي. وأشارت إلى مضى سبعة أشهر فقط على تولي بن سلمان ولاية العهد، ومنذ ذلك الوقت يحاول الأمير الشاب تنفيذ خطته المكونة من ثلاثة أجزاء بسرعة كبيرة لتعزيز قوة بلاده. وأوضح التقرير أن الجزء الأول من الخطة يقوم على دعم المنظومة الدفاعية السعودية لمواجهة إيران، وتمكن ابن سلمان من تحقيقها بطرق عديدة، إلا أن أبرزها شراكته مع إسرائيل. أما الجزء الثاني من الخطة، بحسب التقرير، فيتمثل في الاصلاحات الثقافية الكبيرة التي شهدتها المملكة مؤخرًا، منها منح النساء الكثير من حقوقهن، والسماح لهن بقيادة السيارات، وحضور الفعاليات الرياضية. ووفقًا للتقرير، فإن الجزء الثالث من خطة ولي العهد كان أكثر تحفظًا، ويدخل في إطار سعيه لإنعاش الحالية الاقتصادية لبلاده، بشنّ حملة ضد الفساد، وبعث رسالة للجميع باعتقال 200 من الأمراء والمسؤولين الحكوميين دون محاكمة في فندق ريتز كارلتون الرياض. ونوه التقرير إلى أن الأمير الوليد بن طلال، أحد أثرى الأثرياء في العالم، كان من ضمن المحتجزين، مُشيرًا إلى أن عملية الاعتقال انتهت بسلام، بعد قيام السلطات السعودية بتسويات مع المحتجزين انتهت بحصولها على مليارات الدولارات مقابل إطلاق سراحهم. ويقول التقرير إن كل الأحداث السابق ذكرها وقعت في المملكة دون قيام الشعب باحتجاجات، أو صدور أي تقرير عن حدوث عنف أو انتهاكات. ورغم عدم امتلاك السعودية لأقوى جيش في المنطقة، ومع أن تعدادها السكاني لازال قليلاً نسبياً مقارنة بباقي دول المنطقة، يوضح التقرير أنها تملك أكبر ناتج محلي إجمالي في الشرق الأوسط. وترى القناة الأمريكية أن الهدف من خطوات بن سلمان لا يقتصر على تعزيز قوة بلاده العسكرية من أجل التصدي لطموح إيران في المنطقة، ولكنه يسعى أيضا إلى جذب المستثمرين الأجانب للقيام باستثمارات في بلاد، وجعلها أكثر انفتاحًا على العالم. وفي هذا الشأن، يشير التقرير إلى أن الولاياتالمتحدة الأمريكي تُكافئ بن سلمان على تصرفاته، وكذلك إسرائيل. وتقول إن "أغنى شركتين في العالم على استعداد للقيام بالشيء نفسه"، في إشارة منها إلى شركة جوجل وأمازون. وتتابع: "يجعله هذا أقوى، أملاً في أن تشجع تعزيزاته الايجابية باقي القادة في الشرق الأوسط على السير على خطاه".