كوكا.. "البدوية" التي جعلها نيازي مصطفى "بطلة" أعماله وحياته

مشوار فني لم يسفر سوى عن حوالي 25 فيلمًا تقريبًا، كان معظمهم مرتبط بشخصية "عبلة" حبيبة عنتر.. فلم يمهل القدر الفنانة الراحلة كوكا التي يوافق أمس 29 يناير، ذكرى وفاتها، لتقديم أكثر من تلك الأعمال بعد إصابتها بمرض السرطان، وبالرغم من قلة أعمالها الفنية على مدار مشوارها، إلا أن حياتها الخاصة كانت مليئة بالأحداث الشيقة خاصة في علاقتها بزوجها المخرج القدير نيازي مصطفى، الذي حرص على تقديمها كبطلة، في بعض الأعمال التي قام بإخراجها.
ولدت كوكا في القاهرة في عام 1917، لأب كان ضابطًا من السودان، وأم ريفية مصرية، وتعتبر هي الفنانة الوحيدة التي قامت بتمثيل شخصية واحدة في معظم أفلامها وهي شخصية السيدة البدوية،، ولم يكن المشاهد يتخيلها فى أى نمط آخر من الشخصيات العصرية الأخرى غير هذا الدور، كما أنها شخصيًا كانت لا تميل إلى تقديم شخصيات أخرى مختلفة، حيث جسدت دور البدوية في 16 فيلمًا سينمائيًا، وقدمت شخصية "عبلة" حبيبة عنتير فى 4 أفلام.
من أشهر أفلام الفنانة كوكا والتي ارتبطت معظمها في أذهان المشاهدين "أونكل زيزو حبيبي وكنوز وعنتر بن شداد وعنتر يغزو الصحراء وسيجارة وكاس والسيد البدوي وغرام بثينة وأرض الأبطال وظهور الإسلام ووهيبة ملكة الغجر وليلى العامرية ومغامرات عنتر وعبلة وسلطانة الصحراء ورابحة ومصنع الزوجات ووداد"
بدأت كوكا عملها في المجال الفني كمساعد مونتير باستوديو مصر، وذلك في عام 1935، وفي العام نفسه بدأت التمثيل بأولى أدوارها السينمائية من خلال فيلم "بواب العمارة" أمام الفنان علي الكسار، كما شاركت كوكا في بعض الأفلام بأدوار صغيرة، بالإضافة إلى مشاركتها في أحد الأفلام العالمية، وهو "Jericho"، وكدعاية للفيلم تم تقديم كوكا على أنها أميرة سودانية تهوى التمثيل وهربت من أهلها لعدم موافقتهم على احترافها التمثيل لتتجه إلى هوليوود لتحترف التمثيل، وامتلأت الصحف والمجلات الامريكية والبريطانية بصور الأميرة الهاربة التي فضلت التمثيل على العرش.
خلال عملها كمساعد مونتير، تعرفت كوكا على المخرج نيازي مصطفى وتزوجت منه لتبدأ رحلتها الشخصية والسينمائية معه، ورحلتها مع شخصية "عبلة" التي قدمتها في عدد كبير من أفلامها، ففي عام 1948 رشحها زوجها نيازي مصطفى لتجسيد تلك الشخصية أمام الفنان سراج منير في فيلم "عنتر وعبلة"، ثم قدمت بعد هذا الفيلم شخصية السيدة البدوية في عدد من الأعمال، لكن بعد 15 عامًا أعادت تقديم دور "عبلة" في أفلام "عنتر يغزو الصحراء"، أمام فريد شوقي، وفاخر فاخر، وبعدها بعام أمام فريد شوقي مرة أخرى في فيلم "عنتر بن شداد" وفي عام 1964، قدّم نفس طاقم العمل فيلم "بنت عنتر"، من إخراج نيازي مصطفى.
تجلت عظمة قصة الحب التي جمعتها بنيازي عندما فوجئت بأنها لن تستطيع الإنجاب، حيث حاولت العلاج مع الكثير من الأطباء لكن بدون فائدة، فقررت ألا تحرم زوجها من أن يكون له طفل، فطلبت منه أن يتزوج من أخرى تستطيع الإنجاب، وبعد إصرار كبير، وافق "مصطفى" على الزواج من أخرى، حيث بحث كثيرًا عن سيدة تكون حالتها مناسبة لحالته، واختار وقتها الراقصة نعمت مختار، لكنه لم يستطع الاستمرار في هذه الزيجة طويلًا، فقرر الانفصال عنها والعودة لصاحبة قصة الحب الوحيدة في حياته وهي كوكا، خاصة بعد علمه بإصابتها بمرض السرطان، فظل معها حتى توفيت الأخيرة عام 1979.
يُذكر أن آخر أعمال كوكا السينمائية هو فيلم "أونكل زيزو حبيبي" من بطولة الفنان محمد صبحي وبوسي وإبراهيم سعفان، وقدمت فيه شخصية "الست راوية" التي كانت تعطي لزيزو المقويات المُشعة للتخلص من ضعفه، وقبل الفيلم كانت كوكا قد ابتعدت عن السينما لمدة زادت عن 10 سنوات، بسبب شغفها بتجارة العقارات.