من الصعب بل ربما تجد من المرهق أن تتربع مصر على عرش لعبة رياضية سواء جماعية أو فردية، عشرات السنين حتى وجدت صاحبة الأمجاد في عالم كرة القدم ضالته في رياضة الإسكواش، لتصبح الأشهر بين الدول في تصدير الأبطال ورفع الكؤوس واحدا تلو الأخر للرجال والسيدات. وسيطرت مصر على لقب بطولة العالم للإسكواش في منافسات السيدات والرجال بعد أن توجت رنيم الوليلي بلقب السيدات على حساب مواطنتها نور الشربيني، فيما حصد محمد الشوربجي لقب الرجال بتغلبه على شقيقه الأصغر مروان الشوربجي، وذلك في ختام البطولة التي احتضنتها مدينة مانشستر الإنجليزية. وفي منافسات السيدات، توجت الوليلي، المصنفة الثانية عالميا، باللقب على حساب المصنفة الأولى عالميا بثلاثة أشوط لشوط 3-11 و12-10 و11-7 و11-5 خلال 43 دقيقة، لتعلن عن أول ألقابها في بطولة العالم، بينما فشلت نور في الحفاظ على لقبها الذي حققته خلال آخر نسختين. ويعد هذا هو اللقب الأول لمحمد، المصنف الثالث عالميا، في بطولة العالم، بينما حصد المركز الثاني في مناسبتين، بينما هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها مروان، المصنف السادس، للنهائي. وبالعودة لعام 2016 ستجد أن هناك 7 مصريين كانوا ضمن التوب 10 في التصنيف العالمي لرياضة الاسكواش , مع العلم ان بطل العالم وبطلة العالم هم من جمهورية مصر العربية، ليجعلنا نتسأل لماذا سيطرت مصر عل لعبة الاسكواش؟ أولا يجب معرفة أن الرياضة لم تكن حديثة العهد في مصر، لكنها دخلت البلاد منذ القرن التاسع عشر بعد نشأتها في بريطانيا، حيث أتى بها الضباط البريطانيون إلى مصر، لتنشأ بعدها عدد من الصالات المخصصة بممارسة اللعبة، لتقام داخلها المباريات بين الضباط البريطانيين وبعض اللاعبين المصريين بحضور جماهيري، الأمر الذي جعل اللعبة تنتشر في وقت مبكر. ولعل نقطة التحول في نشأة اللعبة في مصر يرجع لمنتصف القرن المنصرم ظهر لاعب مصري اسمه "عمرو بيك" والذي ذاع صيته ليصل إلى مصر بعدما تربع على عرش بطولة بريطانيا للاسكواش، ليجد بعدها الشباب المصري أمام بطل يجب الاقتداء به. تعد مصر واحدة من أوائل الدول فى العالم العربى التى دخلت إليها رياضة الاسكواش، وكان ذلك فى الثلاثينات فى القرن العشرين، وكانت تمارس على ملاعب نادى الجزيرة فى القاهرة فى ذلك الوقت، وانتشرت وتوسعت فى بقية الدول العربية . وخلال بطولة كأس العالم للاسكواش التى أقيمت فى نيوزيلندا عام 1994، فاز منتخب الشباب المصرى باللقب، وحقق الناشئ المصرى أحمد برادة المركز الأول فى بطولة إنجلترا المفتوحة للاسكواش أعوام 1991و 1992 و 1993، وفاز أيضاً ببطولة كأس العالم للاسكواش للشباب عام 1994، وكذلك فوز اللاعب المصرى عمر خالد البرلسى ببطولة أوروبا للاسكواش تحت 19 سنة عام 1993 . وبعد ذلك ظلت مصر محافظة على تربعها على عرش هذه اللعبة ، وخلال الفترة الأخيرة ظهر عدد من الأبطال المصريين مثل عمرو شبانة، والذي تسيد التصنيف العالمي لمدة 33 شهرا، حتى بات أحد الأسماء الرنانة في عالم الاسكواش، ليسير بعد ذلك عدد من اللاعبين في نفس الدرب، مثل محمد الشوربجي وشقيقة مروان , كريم عبد الجواد وعمر مسعد وعلى فرج وطارق مؤمن وكريم درويش. وهناك حقيقة لا يجب اغفالها، أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك، كان حريص على ممارسة لعبة الاسكواش، ليجد بعد ذلك أصحاب المال متعة في ممارستها ودفع أبنائهم لخوض غمار منافساتها، لكنها مع الوقت أصبحت في متناول أبناء الطبقة المتوسطة، ولم تقتصر على فئة معينة، في ظل الاهتمام الحكومي بها وانتشار الملاعب بها في عدد من الأندية. اهتمام البعض في مصر تخطى الحدود، لتجد أن الاخوة أصبحوا منافسون، لتشهد بطولة العالم الأخيرة تفوق محمد الشوربجي المصنف الثالث عالميا على شقيقه مروان الشوربجي المصنف السادس في نهائي مصري خالص في مانشستر بإنجلترا بنتيجة 3-2، ليحرز لقب العالم لأول مرة في تاريخه.