أثار وجود فيلم «الرسالة» للمخرج مصطفى العقاد، في الصفحة رقم 162 من الكتاب الرئيس «الكتالوج» للدورة الرابعة لمهرجان دبي السينمائي، الكثير من علامات الاستفهام، وظل بمثابة اللغز الذي حار الكثيرون في فهمه؛ نظراً لأن الفيلم من إنتاج العام 1976، كما أن المهرجان لم يُعلن – مثلاً – عن تكريم مخرجه، ما يبرر عرضه في هذه الدورة، لكن التفسير جاء سريعاً، والرد كان شافياً، بعد أن تبين أن «مهرجان دبي السينمائي» انفرد بعرض نسخة جديدة تم معالجتها بتقنية 4K الرقمية؛ على غرار ما حدث مع فيلمي : «لورانس العرب» و«الدكتور زيفاجو»، وبهذه المناسبة وجه الدعوة للمنتج مالك العقاد، نجل المخرج والمنتج الراحل مصطفى العقاد، لحضور عرض «الرسالة»، الذي يُنتظر أن يكون مقدمة لعروض أخرى تندرج تحت نظام«الفيديو حسب الطلب»، حسب ما جاء في تصريحات ممثل شركة «فرونت رو فيلم إنترتينمنت»، التي وقعت اتفاقية شراكة مع شركة «ترانكاس إنترناشيونال» لإطلاق الفيلم الذي ظُلم كثيراً، وتعرض لحملة تدليس واسعة، جرى ايهام الرأي العام خلالها بأن الفيلم ممنوع من العرض بتعليمات رقابية، وهو ما نفاه لي - بشكل قاطع - د. مدكور ثابت وقت أن كان يشغل منصب رئيس الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية ! أول الغيث «أول الغيث قطرة».. هكذا نظر المراقبون إلى الخطوة المتمثلة في إعلان فوز خمسة مشاريع سينمائية عربية بجوائز «ملتقى دبي السينمائي»؛ التي تُعد منصة «مهرجان دبي السينمائي الدولي» للإنتاج المشترك، والتي تتوزع بين جوائز مالية تُقدر ب 60 ألف دولار، وأخرى عينية في شكل توفير فرص لتكوين شبكات للتواصل، بين المخرجين الفائزين وخبراء العالم في الإنتاج السينمائي، ومساعدتهم في إيصال أعمالهم إلى الشاشة الكبيرة؛ حيث ذهبت جائزة «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وقيمتها 25 ألف دولار أمريكي للمخرج محمد إسماعيل اللواتي والمنتج ويلي رول، عن فيلم «السوريون»، ومنحت «شبكة راديو وتلفزيون العرب» (إيه آر تي) جائزتها، التي تُقدر ب 10 آلاف دولار، لمشروع «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلاء والمنتج حسام علوان ، وذهبت جائزة «هايد أواي إنترتينمينت» ، وقيمتها 10 آلاف دولار ، لمشروع «زينة» للمخرج: أنور بوليفة والمنتج: برترانت فيفر، ومُنحت جائزة «سيني سكيب- فرونت رو»، وقيمتها 10 آلاف دولار، لمشروع «الزقاق» للمخرج باسل غندور والمنتجة رولا ناصر. أما جائزة «المركز الوطني للفن السينمائي»، وتُقدر قيمتها ب 5 آلاف يورو، فذهبت إلى المخرج وسام شرف والمنتج شارلوت فنسان عن مشروعهما «Dirty, Difficult, Dangerous». وبدعم من ”سورفند"، سُيدعى كل من المخرج باسل غندور والمنتجة رولا ناصر صاحبا مشروع «الزقاق» لحضور منتدى النرويج عام 2018 في «مهرجان فيلم الجنوب» في أوسلو، كما تلقى المخرج محمد إسماعيل اللواتي صاحب فيلم «السوريّون» الدعوة لحضور «مهرجان تريبيكا السينمائي» 2018، إضافة إلى دعوة للفيلم، الذي تم ترشيحه للجولة الثانية لترشيحات جوائز أفلام «مؤسسة روبرت بوش ستيفتانج»، كما قدّمت «شبكة منتجو كان» خمسة اعتمادات لكل من : حيدر رشيد «أوروبا»، ويلي رول «السوريّون»، جيسكيا لاندت «حلمت بإمبراطورية» ، نايلة الخاجة «حيوان» وأنيسة داوود «بين الرجال». «همس الرمال» خيب الآمال لم يرو الفيلم التونسي «همس الرمال» ظمأ المتعطشين لسينما المخرج المبدع ناصر خمير ( صاحب أفلام : «الهائمون»، «طوق الحمامة المفقود» و«بابا عزيز»)؛ حيث غلب على الفيلم الشكل التلقيني، واستلهام العبرة، والعظة، من الأساطير، والحكايت الشعبية، بشكل مباشر؛ من خلال امرأة من أصول عربية تلتقي، بعد عودتها إلى الوطن، دليلاً بدوياً يستعيد معها حكايات الطفولة، التي لا تخلو من حكم، ومقابلات بين الحياة والموت، وتراكم الألام، لنصبح في النهاية أمام حكاية ضياع ! على العكس تماماً جاء الفيلم الإماراتي «وضوء» (22 دقيقة)، في عرضه العالمي الأول، بمثابة مفاجأة مُذهلة، وغير متوقعة لمن أتيحت له فرصة مشاهدته؛ فالفيلم الذي كتبه أحمد سالمين، وأخرجه وأنتجه أحمد حسن أحمد امتلك رؤية جريئة لاشكالية الحلال والحرام في مجتمعاتنا العربية؛ حيث الشقيقة (سميرة الوهيبي) التي تُكفر شقيقها (سالم العيان)، لأنه يُهدر وقته في الغناء والرقص والطبل، فيما يتهمها بأنها «عندما تُغسل الأموات فإنها تعيش معهم بأكثر مما تعيش الحياة» وأنها «نذرت نفسها للموت بينما الحياة حق أيضاً». وفي واحد من أهم مشاهد الفيلم يحتدم الحوار بينهما، وينتهي بالشقيقة، وقد أقامت ستاراً بينهما، في إيحاء بالقطيعة، وتوقف لغة الحوار بينهما، بوصفه «كافر» ! عناوين من المهرجان : يشهد المهرجان في السادسة من مساء اليوم العرض العالمي الأول للفيلم المصري «طلق صناعي» أول تجربة إخراجية للكاتب خالد دياب، ويسبق العرض جلسة تصوير في الحادية عشرة إلا ربع صباحاً، ومؤتمر صحفي في الحادية عشرة صباحاً، ولقاءات صحفية، بين الثانية عشر والثانية والنصف ظهراً مع المخرج خالد دياب، ماجد الكدواني، عبد الرحمن أبو زهرة، سيد رجب، مصطفى خاطر، بيومي فؤاد، وسجادة حمراء في الخامسة مساءً . يُعقد اليوم لقاءً صحفياً مع المخرج ناصر خمير والممثلة نورة صلاح الدين حول فيلم «همس الرمال»، ككما تلتقي الصحافة مع المخرجة ياسمين شويخ، جيلالي بوجمعة ومحمد بن بكرتي حول فيلم «إلى آخر الزمان» ثم لقاء آخر مع المخرجة آن ماري جاسر حول فيلمها «واجب». وفي الرابعة والنصف عصراً يلتقي الصحفيون مع : يسري نصرالله، جوستوس فيرفيك وخالد أبو حمص. فوجيء المتابعون لأحداث فيلم «ماري شيلي» الناطق بالإنجليزية، والذي يتناول علاقة الحب بين المراهقة «ماري وولستونكروفت جودوين»(جسدت الشخصية إيلّي فانينج) والشاعر «شيلّي»(جسد الشخصية دوغلاس بوث)، بأن الفيلم من إخراج السعودية هيفاء المنصور، التي سبق وقدمت فيلم «وجدة»، ما دعاها للتعليق قائلة : «عرض عليَ وكيلي في الخارج، فكرة إخراج فيلم أجنبي، فتحمست كثيراً، وزاد اقتناعي بعد قراءة السيناريو، كوني وجدت فيه عوامل مشتركة كثيرة في ما يخص علاقة المرأة في مجتمعاتنا العربية، وما عاشته البطلة في تلك الفترة التاريخية التي كانت تحتل المرأة فيها المرتبة الثانية في منظومة المجتمع». انتهزت بعض الشركات المتخصصة في الإنتاج الدرامي التليفزيوني؛ مثل : «العدل جروب» و«صبَاح ميديا»، فرصة الاهتمام الاعلامي الكبير بمهرجان دبي السينمائي، وعقدت مؤتمراً، من خلال سوق المهرجان، للترويج لمشاريعهما الدرامية الجديدة؛ خصوصاً التي يُنتظر عرضها في رمضان القادم . عقب عرضه الثاني في المهرجان أقيمت ندوة للفيلم المصري «بلاش تبوسني» حضرها منتجه ومخرجه أحمد عامر والمنتجين وائل عمر ودينا فاروق، وكشف فيها عن كيفية نجاحه في إقناع المخرجين خيري بشارة ومحمد خان بالمشاركة في بطولة الفيلم . عقد مركز السينما العربية مؤتمراً صحفياً، على هامش الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي السينمائي، كشف من خلاله عن تفاصيل جوائز النقاد في عامها الثاني، بالإضافة إلى قائمة النقاد الجدد الذين وافقوا على الانضمام للجنة التحكيم، كما أعلن في المؤتمر عن الاتفاقية التي أبرمها مركز السينما العربية مع مجلة «هوليوود ريبورتر» لمنح جائزة شخصية العام في العالم العربي، بالتعاون بينهما.