قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الاربعاء، إن أطماع زوجة الرئيس الزيمبابوي، جريس موجابي، ساهمت في الإطاحة بزوجها روبرت موجابي من قمة السلطة في زيمبابوي، رغم استمرار موجابي في سدة الحكم بزيمبابوي نحو"أربعة عقود". وفي كلمة مقتضبة عبر التلفزيون الوطني الذي سيطر عليه الجيش أثناء الليل، قال متحدث عسكري إن الجيش يتوقع عودة الأمور إلى "طبيعتها" بمجرد استكمال "مهمته". وانتشر جنود في أنحاء العاصمة هاراري وسيطروا على هيئة البث الرسمية (زد.بي.سي) في الساعات الأولى من صباح اليوم بعدما وجه حزب الجبهة الوطنية الحاكم الذي يتزعمه موجابي اتهاما لقائد الجيش بالخيانة مما زاد من التكهنات بحدوث انقلاب على الرئيس. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى جهود موجابي خلال حرب تحرير زيمبابوي في سبعينيات القرن الماضي، والتي بسببها تمتع الرئيس الزيمبابوي باحترام الشعب والجيش على حد سواء، وذلك رغم أسلوبه القمعي واحتكاره للسلطة على مدار ال37 عامًا الماضية في زيمبابوي. كما ألمح التقرير إلى أن جريس موجابي، زوجة الرئيس الزيمبابوي، لاتحظى بنفس التقدير من الأوساط المحلية والعكسرية، موكدًا أنها لاتعتبر وريثا لثورة زوجها ضد الاستعمار، ومع ذلك، حاول روبرت موجابي تعيَّن جريس نائبًا للرئيس في المؤتمر الخاص للحزب الحاكم الشهر المقبل. وتسببت إقالة نائب الرئيس الذي يدعمه بعض جنرالات الجيش لخلافة موجابي في ارتفاع الأصوات المطالبة بانهاء حقبة "موجابي"، وقالوا علنًا إنهم لن يسمحوا لشخص لم يقاتل في حرب الاستقلال في السبعينيات بأن يحكم البلاد. وكان أقال الرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي، نائبه إمرسون منانجاجوا، الاثنين الماضي، وذلك لتمهيد الطريق أمام زوجة موجابي البالغة من العمر 52 عاما لخلافته. وكان منانجاجوا، والمعروف محليًا بإسم "التمساح"، في الشهور القليلة الماضية، الأوفر حظا لخلافة موجابي في الحزب الحاكم، كما ظهرت تقارير سابقة تتحدث عن أن زوجة موجابي كانت وراء إطاحة نائب الرئيس السابق جويس موجورو فى عام 2014، إذ دعت إلى طردها، واصفة إياه ب"الفاسدة والكذابة وغير الكفء"، إضافة إلى التعاون القوى المعارضة والبيض لتقويض مكاسب البلاد بعد الاستقلال، وبعد بضعة أشهر فقط طردت السيدة موجورو من الحزب. وبحسب "واشنطن بوست"، يبدو أن نفاذ صبر جريس تجاه أحلام نائب الرئيس، منانجاجوا، كان خطأ لايغتفر، لاسيما وأن منانجاجوا يحتفظ بصلات قوية مع جنرالات الجيش الزيمبابوي، علاوة على أنه يعد واحد من أبرز الشخصيات السياسية الذين تم اعدادهم للصعود على هرم السلطة بالبلاد في السنوات الماضية. وأوضح التقرير أن جريس موجابي لاتتمتع بدعم قوي من الجهات الأمنية والاستخبارتية داخل زيمبابوي، وهي عادة ماتكون عرضة لانتقادات المعارضين السياسيين بسبب خطاباتها الغير مسؤولة، وذلك إضافة إلى حالة السخط العام الذي يعشيه الشعب الزيمبابوي نتيجة سوء أوضاعهم الاقتصادية. ويضيف التقرير، انتشرت رسالة على نطاق واسع في زيمبابوي بين مستخدمي برنامج "واتساب" تقول: "انقلاب الجيش أفضل من انقلاب غرفة النوم"، وذلك في إشارة إلى أطماع زوجة الرئيس الزيمبابوي جريس موجابي. جدير بالذكر، تضاربت الأنباء حول مصير جريس موجابى زوجة رئيس زيمبابوى بعد سيطرة الجيش على السلطة. ففي الوقت الذى أعلن الجيش أن موجابى وزوجته تحت الإقامة الجبرية، ذكرت تقارير إخبارية أن جريس موجابي فرت إلى جمهورية نامبيا المجاورة.