رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي، والذي عملت إدارة سلفه باراك أوباما كل ما في وسعها من أجل التوصل إليه. تقول مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية إن منتقدي القرار ومعارضيه يتوقعون أن يتسبب ذلك في عزل الولاياتالمتحدة عن حلفائها، ويدفع إيران لتطوير مهاراتها العسكرية، ويزيد من احتمالات نشوب نزاع عسكري. وفي المقابل، يرى مؤيدو القرار أنه خطوة هامة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية، إلا أن هناك من يرى أن القرار ليس له أي علاقة بأسلحة طهران النووية، ولكنه محاولة من الرئيس الأمريكي لتنفيذ باقي وعوده الانتخابية. وأعلن ترامب عن عقوبات "قاسية" جديدة ضد الحرس الثوري الإيراني المتهم ب"دعم الإرهاب"، ملوحا بانسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق. لكن ما هي السيناريوهات المتوقعة حال انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق؟ بحسب المجلة الأمريكية، هناك 3 سيناريوهات محتمل حدوثها، بعد تصريحات ترامب وغيره من المسؤولين الأمريكيين، والإيرانيين ورئيسهم حسن روحاني عن الاتفاق النووي. السيناريو الأول: الكونجرس يُنهي الاتفاقية والآن بعد رفض ترامب المصادقة على الاتفاق، أمام قادة الكونجرس 60 يوما لتقديم لائحة لفرض عقوبات جديدة على إيران، والتي تتضمن الإجراءات المُشددة على الحسابات البنكية والصادرات النفطية الإيرانية، والتي كانت أسباب رئيسية في نجاح المفاوضات مع إدارة أوباما. قالت المجلة الأمريكية إن الموافقة على فرض عقوبات على طهران، سيكون انتهاكا واضحا للاتفاق، وبإمكانه القضاء على الاتفاقية في غضون أشهر. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قد أشار إلى أن بلاده تُفضل البقاء في الاتفاق حتى إذا انسحبت منه أمريكا. أوضحت المجلة أن هذا الأمر يعتمد على موقف الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، خاصة ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، فإما تقرر هذه الدول فرض عقوبات على طهران، أو تواصل العمل وفقا للاتفاق كما هو الآن. ولفتت المجلة إلى أن روسيا والصين، طرفان آخران في الاتفاق، من المستبعد أن تتخذان نفس الموقف الأمريكي من الاتفاق. فيما يرى مسؤولون سابقون في إدارة أوباما أن الإيرانيين لن يمتثلوا للاتفاق، وسيواصلون العمل على برنامجهم النووي، إذا أعادت الولاياتالمتحدة فرض العقوبات على طهران. السيناريو الثاني: تحسين الكونجرس للاتفاق النووي هناك أسباب وجيهة للاعتقاد بأن قادة الكونجرس سوف يمتنعون عن إعادة فرض عقوبات على إيران، خاصة وأن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال للصحفيين في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، إن ذلك سيكون بمثابة إعلان أمريكي بالانسحاب نهائيا من الاتفاق. قالت المجلة إن ترامب نفسه لا يرغب أن يعيد الكونجرس فرض العقوبات على إيران، مُشيرة إلى أنه لديه القدرة على الانسحاب من الاتفاق دون مساعدة الكونجرس. ولفتت إلى أن ترامب يرغب في يُجري الكونجرس مجموعة من الإصلاحات في الاتفاق، والتي من شأنها أن تمنع إيران من تطوير برنامجها النووي، وأن ينص على أنه "في حالة اتخاذ طهران أي خطوة تجاه تطوير برنامجها النووي، ستفرض عليها الإدارة الأمريكية عقوبات دون خوض أي نقاش مع الكونجرس". أكد تيلرسون أن إجراء إصلاحات على الاتفاق سيطيل عمره، مُشددا على أن الولاياتالمتحدة لن تقبل أبدا عمل إيران على تطوير برنامجها النووي. السيناريو الثالث: لن يفعل الكونجرس أي شيء وبحسب مراقبين ومحللين للمشهد، فإن قادة الكونجرس لا يثقون في ترامب بالدرجة الكافية التي تجعلهم يخرقوا اتفاقا كبيرا وهاما كهذا، ويتوقعون أنه سيدينهم ويلقى باللوم عليهم إذا وقعت أي مشكلة، حال فرض العقوبات من جديد على إيران، لذلك من المحتمل ألا يفعلوا أي شيء.