خرج المقاتلون السوريون في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة الرقة خلال الأيام الماضية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما يتم التحضير لإخراج المقاتلين الأجانب. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "خرج كافة المقاتلين السوريين في تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة خلال الأيام الخمسة الماضية"، مشيرا إلى أن عددهم نحو مئتين، وقد "خرجوا مع عائلاهم" إلى جهات غير محددة. لكن مسؤولا محليا في محافظة الرقة قال إن مقاتلين من التنظيم المتطرف استسلموا ليل الجمعة إلى قوات سوريا الديموقراطية، من دون أن يحدد عددهم. وأكد المسؤول لوكالة فرانس برس "الدواعش الذين سلموا أنفسهم محليون وليسوا أجانب"، موضحا أن "الأجانب لم يسلموا أنفسهم حتى الآن". وتجري، وفق عبد الرحمن، "مفاوضات بين قوات سوريا الديموقراطية وتنظيم داعش لخروج المقاتلين الأجانب الذين يطالبون بالمغادرة دفعة واحدة باتجاه مناطق سيطرتهم في محافظة دير الزور" في شرق البلاد. وقدر عبد الرحمن عدد المقاتلين الأجانب ب"150 عنصرا كحد أقصى". وأفادت مصادر عدة عن وجود حافلات تنتظر خارج مدينة الرقة، مرجحة أن هدفها إخراج باقي مقاتلي التنظيم المتطرف. وقال مصدر عسكري في الرقة لفرانس برس "الحافلات متوقفة حاليا في إحدى القرى (...) وسيتم إرسالها لأخذ الدواعش ونقلهم لاحقا باتجاه دير الزور". إلا أن نوري محمود، المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، نفى لوكالة فرانس برس حصول أي مفاوضات لإخراج مقاتلي تنظيم داعش من آخر جيوب يتواجدون فيها في مدينة الرقة. وقال "نحن نحارب داعش حتى هذه اللحظة. ليس هناك أبدًا أي مفاوضات أو اتفاق". وتحاصر قوات سوريا الديموقراطية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بشكل أساسي في المستشفى الوطني والملعب البلدي في وسط المدينة كما في مبان عدة في أحياء محيطة بها. وأكد محمود أن "داعش على وشك الانتهاء في الرقة خلال أيام (...) داعش سينتهي من خلال الهجوم العسكري الذي نحضر له" على باقي المناطق التي يتواجد فيها في المدينة. وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية بفضل الدعم الجوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، من طرد التنظيم المتطرف من نحو تسعين في المئة من الرقة، أبرز معاقله سابقاً في سوريا. ولا يزال قرابة ثمانية آلاف شخص محاصرين في المدينة، بحسب آخر تقديرات للأمم المتحدة.