اشتكى أهالي قرية الميمون في مركز الواسطى شمالي بني سويف، من غمر مياه الصرف الصحي منازل وشوارع القرية، وامتدادها للمساجد، ما ينذر بكارثة بيئية في القرية التي يزيد عدد سكانها عن 50 ألف نسمة، وتعد الأكبر بالواسطى. "كسح مياه الصرف الصحي وفرش رمال وأتربة لمنع ظهور المياه في أرضية المنازل تحولت لمهمة يومية للأهالي، الذين اعتادوا على استنشاق الروائح الكريهة، فبعض المنازل تركها أصحابها خوفًا من انهيارها على رؤوسهم".. بتلك الكلمات يروي شريف مسعود، موظف، أحد أهالي القرية ل"مصراوي" معاناته، موضحًا أن مشكلة الصرف الصحي قديمة ولا يوجد لها حل. وداخل منزل مكون من 3 طوابق، ملأت المياه طابقه الأول، يقول عبد الحليم محمود، فلاح: "أقيم في هذا المنزل أنا وأشقائي وأبنائنا، ولا نملك أي مكان آخر بعدما أنفقنا على بنائه كل ما نملك، لنحتمى بين جدرانه، ونوفر مسكنًا ملائمًا لأبنائنا، ولم نكن نعلم أنه سيتحول إلى بؤرة للصرف والأمراض"، مضيفا: "خطورة الأمر وصلت إلى أننا أصبحنا نعيش فى رعب، خوفًا من انهيار المنزل فوق رؤوسنا". من جانبه، قال بدوي النويشي، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الواسطى وأحد أبناء قرية الميمون: "أهالي القرية ونزلة الجنيدي التابعة لها مهددون بالتشرد وعدد منهم يغادرون منازلهم خوفًا على حياتهم من انهيارها على رؤوسهم، علاوة على خوفهم من انتشار الأمراض الوبائية، لانتشار الحشرات في برك ومستنقعات الصرف الصحي التي ضربت المنازل والمدارس والمساجد والمصالح الحكومية". وأشار المهندس شريف حبيب، محافظ بني سويف، إلى أن "الأجهزة التنفيذية لم تدخر جهدًا في حل مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية والصرف الصحي بقرية الميمون، بعدما تم الدفع بالمعدات اللازمة لسحب المياه من المنازل بالتوازي مع التجهيز لتنفيذ حلول فنية عاجلة ومؤقتة بالتنسيق مع الجهات المعنية لحين الانتهاء من مشروع الصرف الصحي". وأضاف: "نعمل على اتخاذ إجراءات تضمن إنهاء مشروع توسعات محطة معالجة أبوصير، والتي ستسوعب ناتج الصرف من قرية الميمون وتوابعها كحل جذري للمشكلة، والتي سيتنهي تنفيذها خلال مدة 15 شهرًا". ولفت محافظ بني سويف إلى توجيه لجنة هندسية فنية، لمعاينة مبنى المدرسة الإعدادية التي أغرقتها مياه الصرف الصحي بالقرية، للتأكد من سلامته أو تأثره من هذه المشكلة لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
