مديحة كامل.. فراشة الفن وأيقونة السبعينات التي لم تخش تقديم دور "الجاسوسة"

لم يستطع أحد نسيان أعمال الفنانة مديحة كامل، لأنها تميزت بالجرأة، وحققت نجوميتها خلال فترة السبعينات، قدمت خلال مسيرتها الفنية عدد من الأدوار الثانوية، حتى نالت فرصتها في الحصول على دور البطولة أمام الفنان فريد شوقي في فيلم "30 يوم في السجن"، تلى ذلك حصولها على فرصة البطولة المُطلقة مع المخرج كمال الشيخ، في فيلم "الصعود إلى الهاوية"، مع الفنان محمود ياسين.
أيقونة سينما السبعينات
ولدت الفنانة مديحة كامل في الإسكندرية عام 1948، كان المسرح بدايتها عندما قدمت دور "رابعة العدوية" في مسرحية تحمل نفس الاسم، وشاهدها سمير غانم في أحد شوارع الإسكندرية أثناء تقديم عرض مسرحي في كلية الزراعة، ووصفها بأنها الجمال الطبيعي، ووجهها بدر مضيئ، وقال لها: "إنتي قمر"، فقالت له: "ربنا يخليك"، ثم عرض عليها العمل معه، وذهب لاستئذان أهلها. وقال إنها تتسم بالجدعنة و"مفيهاش غلطة" على حد وصفه.
فتاة شاذة
ومن هنا انتقلت الفنانة مديحة كامل إلى القاهرة مع أسرتها، ليكتشفها المخرج أحمد ضياء الدين، الذي قدمها في فيلم "فتاة شاذة" عام 1964، ثم قدمت العديد من الأعمال، بجانب كونها عارضة أزياء.
لا تعرف الخوف
قدمت مديحة كامل دور الجاسوسة، بعد رفض العديد من نجمات الصف الأول لتقديمه، خوفًا من رد فعل الجمهور في ذلك الوقت، وحصلت الفنانة مديحة كامل على العديد من الجوائز، عن هذا الدور، وأصبحت من أهم ممثلات السبعينات في مصر ولبنان.
الأدوار الثانوية
قدمت الفنانة مديحة كامل العديد من الأدوار الثانوية، والصغيرة في العديد من الأفلام مثل: "العقل والمال، مطاردة غرامية". وجسدت الدور الثاني في العديد من الأفلام الأخرى مثل: "أختي، أغنية على الممر، حب وكبرياء، البنات والمرسيدس، السكرية، في الصيف لازم نحب، وأبناء الصمت". وقدمت أفلام تندرج تحت أفلام المقاولات في مصر ولبنان.
وشاركت أيضًا في العديد من المسرحيات مثل: "هاللو شلبي، لعبة اسمها الفلوس، الجيل الضائع، يوم عاصف جدًا، اللص الشريف، وحلو الكلام"، وقدمت ما يقرب من 9 مسلسلات هي: "العنكبوت، الأفعى، الورطة، النهر، الغشاش، البشاير، ينابع النهر، والبحر أيوب". إضافة إلى بعض الأعمال الإذاعية.
عيني بترف
من بين الفيديوهات النادرة التي يمتلكها التليفزيون المصري، وتعد كنزًا لا يعرف قيمته إلا قليلون، "دويتو" يجمع "وحش الشاشة" الراحل فريد شوقي مع الجميلة مديحة كامل، حيث قدما سويا أغنية "عيني بترف"، وذلك خلال الاحتفالية التي نظمها الفنانون لسداد ديون مصر عام 1986، وكان الفنان سمير صبري يقدم الحفل.
فريد شوقي يغني "عيني بترف" مع مديحة كامل في حفل سداد ديون مصر
https://www.youtube.com/watch?v=Wu8cEL7crfA
وبأداء راقٍ أمسك فريد شوقي، بالورقة التي تتضمن كلمات الأغنية وحاول تقليد صوت نجيب الريحاني كما صعدت مديحة كامل، التي احتفل جمهورها بذكرى رحيلها أمس الجمعة، وحاولت هي الأخرى أن تتقمص دور ليلى مراد.
شائعات
انتشرت العديد من الشائعات عن زواج الفنانة مديحة كامل من بعض الفنانين والمشاهير، وكانت البداية مع رشدي أباظة، ثم محمود عبدالعزيز ونُشرت في إحدى المجلات صور لهما تحت عنوان "أهم ما يُقال في قصة حب مديحة كامل ومحمود عبدالعزيز"، وكثرت الأقاويل أيضًا عن علاقتها بعمر خورشيد، حتى أن مديحة كانت برفقته في الحادث الذي أودى بحياته، وكانت معهما زوجة عمر اللبنانية "دينا"، حتى أن الشائعات لم تقف بعد اعتزالها؛ فانتشرت أقاويل حول زواجها من الداعية ياسين رشدي، وصرحت وقتها مديحة بأن هذا الكلام غير صحيح.
حياتها الأسرية
تزوجت الفنانة مديحة كامل، 3 مرات، الأولى كانت من رجل الأعمال محمود الريس، الذي أنجبت منه ابنتها الوحيدة "ميرهان"، وتزوجت من المخرج السينمائي شريف حمودة، أما زوجها الثالث فكان يعمل محاميًا، وفشلت الزيجات الثلاثة بسبب حبها للفن والغيرة عليها من أزواجها.
الحجاب
ارتدت الفنانة مديحة كامل الحجاب، واعتزلت العمل الفني في أبريل 1992، وكان آخر أفلامها فيلم "بوابة إبليس"، الذي شاركت في بطولته عايدة عبدالعزيز، وحسن الأسمر، هشام عبدالحميد ومحمود حميدة.
رحلة المعاناة التي تسبق الرحيل
عانت من مرض القلب طوال حياتها، وأصيبت المرة الأولى بجلطة عام 1975 أثناء تصويرها مسلسل "الأفعى"، إلا أن متاعبها الصحية بدأت قبل وفاتها بعام، حيث ظلت طريحة الفراش في مستشفى مصطفى محمود، لمدة عشرة أشهر بسبب ضعف عضلة القلب وتراكم المياه على الرئة بشكل مستمر، مما استدعى مكوثها في المستشفى لفترة طويلة.
السحر
قال المحامي مرتضى منصور في أحد اللقاءات التليفزيونية، أنه يؤمن بالسحر، وأكد أن الفنانة الراحلة مديحة كامل عانت منه لمدة 10 سنوات. وأنها عانت من نزيف لمدة 10 سنوات، وذهبت إلى عدد كبير من الأطباء، ولم تجد أي علاج لحالتها، إلى أن اكتشفت أن هناك ممثلة زميلة قامت بعمل سحر أسود لها.
رحلت مديحة كامل عن عالمنا يوم 13 يناير عام 1997، بعد أن صلت الفجر فى الرابع من رمضان مع ابنتها وزوجها، وتم العثور عليها متوفية في ظهر اليوم التالي.