عبر كُشك صغير يجلس فيه شيخين بمحطة مترو الشهداء، أعلن مجمع البحوث الإسلامية إطلاق إحدى وسائله لمواجهة التطرف. وقال الدكتور محي عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن التركيز على العمل الميداني، يُتيح التواصل مع المواطنين في الأماكن المختلفة، من خلال البرامج المتنوعة التي يقدمها، وآخرها لجان الفتوى ب"مترو الأنفاق".وأطلق مجمع البحوث الإسلامية، خلال شهر أبريل الماضي، مبادرة "وعاظ المقاهي"، تضمنت نزول عاملين بلجنة الفتوى لمحاورة الشباب على المقاهي، لمواجهة الفتاوى المتطرفة. يعمل "كشك الفتاوى" ورديتين على مدار اليوم، الأولى تبدأ في التاسعة صباحا وتنتهي في الثانية ظهرا، ومن الثانية ظهرا حتى الثامنة مساء. يبدأ توافد المواطنين على الكشك بعد التاسعة صباحا، بحسب الشيخ " محمد عبوده" مشرف الفتاوى بمحطة مترو الشهداء "متابعا" تزداد أكثر بعد صلاة الظهر"، مع خروج الموظفين من أعمالهم. المشرف على كشك الفتاوى بمحطة مترو الشهداء أوضح أن فئة الشباب هي الأكثر إقبالا للحصول على فتاوى بنسبة 70 %، والباقي فئات عمرية مختلفة، وجميعهم يطرحون أسئلة متنوعة. أمين مجمع البحوث الإسلامية قال في تصريحات ل"مصراوي" إن تطبيق هذه البرامج بشكل واقعي يهدف في المقام الأول إلى استعادة قيم "التراحم والتعاون والمحبة بين الناس، وبيان قيمة المواطنة والانتماء لهذا البلد العظيم، وتقوية روح الانتماء للوطن". وحول تعرض "كشك الفتاوي" للنقد من قبل البعض، قال الشيخ محمد عبوده: "نعمل دون الالتفات لأي شئ، وأخذنا على عاتقنا التصدي للتطرف، متابعا " الفكرة تُثبت نجاحا كبيرا حتى الآن من خلال الإقبال". الدكتور محي الدين عفيفي أشار إلى أن مواجهة الإرهاب لا تنحصر في الجهود الأمنية فقط، بل لابد من المواجهة الفكرية، وتصحيح الأفكار المغلوطة والتفسيرات الخاطئة للنصوص القرآنية والنبوية التي تُستخدم أحياناً لاستباحة القتل والتفجير وتدمير مقدرات الوطن. المشرف على كُشك الفتاوى بمحطة مترو الشهداء، أكد أن اللجنة مؤهلة تماما للإجابة على أي فتوى، منوها إلى أن أبرز الأسئلة التي ترد إلى الأعضاء تتعلق بالمواريث والإيمان والطلاق والتكفير والحلف بغير الله والعلاقات الزوجية". ولفت إلى أن الإقبال يتعدى 100 فرد يوميا خلال الورديتين، كاشفا أن ذلك يأتي بعد نجاح فكرة الرسائل الدعوية التي تم إطلاقها خلال شهر رمضان المقبل. أمين البحوث الإسلامية، كشف أنه سيتم إطلاق واعظات داخل المترو، للإجابة على أسئلة السيدات، مشيرا إلى أن الكثير منهن يرفضن فكرة طرح الأسئلة على الوعاظ. وشدد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، على أن لجنة الفتوى بمترو الأنفاق ليست ضد الدولة المدنية، لافتا إلى أن ذلك يصب في مصلحة الوطن والمواطنين. وأشار إلى من ينتقدون كشك الفتاوى، يريدون ضرب استقرار الدولة وتقويض الجهود المبذولة في المواجهة الفكرية، باسم الحرية والتنوير. ومن جانبها، قالت الدكتورة زينب صالح الأستاذ بجامعة الأزهر، إن كشك الفتوى فى محطات المترو فكرة رائدة إبداعية فعالة بحق. وأشارت إلى أن الداعية المعاصر هو الذى يذهب إلى الناس، ولا ينتظر منهم أن يذهبوا إليه، لافتة إلى أن الفكرة تذكر المارة أثناء قضاء معايشهم اليومية المعتادة، بأن هناك دين يستحق التفكير فيه والاستعانة بأهل الذكر للتعرف على ضوابطه وأحكامه.
