إزالة 26 تعديا ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال22 في بني سويف    إيران تدين العقوبات الأوروبية المتوقعة وتصفها بأنها غير قانونية    روسيا تهدد بتعزيز الهجمات على أوكرانيا ردا على المساعدات الأمريكية لكييف    تأجيل موعد إنطلاق مباراة سموحة وبلدية المحلة    نجم العين يتحدى الهلال قبل موقعة نصف نهائي أبطال آسيا    وزير الرياضة ومحافظ شمال سيناء يلتقون مع شباب المحافظة فى لقاء حواري    إصابة 10 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل بأسوان    أشرف عن ضوابط تغطية الجنازات: غدا نحدد الآليات المنظمة مع «الصحفيين»    في ظل الموجة الحارة.. 6 أطعمة ومشروبات لترطيب جسمك والحفاظ على درجة حرارته    بعد إقرارها رسميا.. موعد عيد العمال وشم النسيم .. وهؤلاء الموظفون محرومون منها بالقانون    ترامب يحصل على جائزة بقيمة 1.3 مليار دولار من شركات التواصل الاجتماعي    الجامعة العربية تشهد اجتماع لجنة جائزة التميز الإعلام العربي    الرقابة المالية تسمح بحضور الجمعيات العمومية لصناديق التأمين الخاصة إلكترونيا    3 وزراء يؤكدون أهمية الذكاء الاصطناعي في تنمية الدولة.. العدل: الانتهاء قريبا من قانون تنظيم هذه التكنولوجيا.. مصيلحي: ساعد في توصيل الدعم لمستحقيه.. والاتصالات: إعداد المرحلة الثانية من الاستراتيجية    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    دروجبا: كأس العالم للأندية 2025 فرصة لا مثيل لها ل إفريقيا    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    وزير العدل: تشكيل لجنة رفيعة المستوى لوضع مشروع قانون ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي    التصريح بدفن جثة طفلة سقطت من أعلى بأكتوبر    إدارة المنيا التعليمية تعلن استعدادها لامتحانات نهاية العام    إحالة أوارق المتهم بقتل شاب وسرقة مقتنياته في الشرقية للمفتي    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في ختام تعاملات الثلاثاء    نجوم الفن ينعون تامر عبد الحميد: رمز في الصبر على البلاء    أحمد زاهر يكشف طريقة خسارة وزنه 20 كيلو في 3 شهور    فيلم "شقو" يحصد 916 ألف جنيه بدور العرض أمس    الإسكندرية للفيلم القصير يشكل لجنة تحكيم نسائية احتفالا بالدورة العاشرة    عبير فؤاد تتوقع ظاهرة غريبة تضرب العالم خلال ساعات.. ماذا قالت؟    فتح أبواب متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    رئيس جامعة عين شمس يبحث مع السفير الفرنسي سبل تعزيز التعاون الأكاديمي    «الصحة» و«البترول» توقعان اتفاقيتين لتقديم الرعاية الصحية في بورسعيد ومطروح    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    الصحة: 80% من نسبة الأملاح في جسم الإنسان بسبب الأطعمة المصنعة    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    «نجم عربي إفريقي».. الأهلي يقترب من حسم صفقة جديدة (خاص)    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    بقرار من الرئيس.. بدء التوقيت الصيفي الجمعة المقبلة بتقديم الساعة 60 دقيقة    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    فرج عامر: الفار تعطل 70 دقيقة في مباراة مازيمبي والأهلي بالكونغو    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    مجلس النواب يحيل 23 تقريرًا برلمانيًّا للحكومة -تعرف عليها    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    متحدث وزارة العمل: تعيين 14 ألف شخص من ذوي الهمم منذ بداية 2023    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    "ضربها بمزهرية".. تفاصيل مقتل مسنة على يد سباك بالحدائق    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    رئيس الأركان الإيراني: ندرس كل الاحتمالات والسيناريوهات على المستوى العملياتي    أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء.. ين ياباني ب 31.16 جنيه    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما هى أمنية الشيطان لبنى أدم؟
نشر في مصراوي يوم 16 - 05 - 2017

يدأب الشيطان محاولًا صرف المؤمن عن سبيل ربه، ويستحدث له الطرق والأساليب والوسائل والأفكار التي تلهيه عن الصراط السوي، وأكثر ذلك أن يلهيه عن التوبة والاستغفار.
فتارة يثقلها عليه، ويوسوس له بأنها عمل صعب ثقيل، وأنه لن يقدر عليه لأنه يحتاج جهدًا واجتهادًا.
وتارة يصعب التوبة عليه من باب أن ذنوبه أثقل من أن تغفر، وأن معاصيه أكثر من أن يتوب منها!
وتارة أخرى ييئسه من قبول تلك التوبة، لأنها غير مخلصة وغير نقية، وأنه مدنس بالآثام.
ولو لم تجد أمامه تلك الطرق وسوس له صارفًا له عن الاستغفار والتوبة بكونه كثيرًا ما يستغفر ثم يعود، وأنه بذلك يخادع ربه، وأنه يجب أن يتوقف عن ذلك!.
كل ذلك من كيد الشيطان، وكل ذلك ينبغي ألا يفت في عضد المؤمن، ويجب أن يتفطن المؤمن إليه، فطريق التائبين ليس مجرد كلمة تقال بل إيجابية وعمل ونية صالحة وإرادة قوية وعزم أكيد يصحب تلك التوبة وذلك الاستغفار.
قيل للحسن بن علي: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يكرر الذنب؟! فقال: "ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا من الاستغفار".
إنها أمنية الشيطان، أن يظفر من المؤمن بذلك، فيقنعه بأن يتوقف عن الاستغفار بحجة أو بأخرى، خصوصًا تلك الحجة التي هي من طبيعة بني آدم، كونهم يعاودون الذنوب بعد الاستغفار منها. هي أمنية الشيطان، ويجب علينا أن نعمل على دحض تلك الأمنية بكل سبيل.
كثير من المؤمنين يقعون في تلك المصيدة الشيطانية، مصيدة اليأس، فيقعون صيدًا سهلًا للشيطان، وعندئذ تتضاعف معاصيهم، وتهون عليهم الكبائر خطوة خطوة، وكلما سقطوا سقطة زاد ولوغهم في الإثم، وزاد بعدهم عن التوبة، ذلك لأنهم اقتنعوا بأن الاستغفار لا ينبغي لمن عاد للذنب بعد التوبة منه فكرره وأدمنه.
النفس الإنسانية صعبة المراس، نعم، لكنها ممكنة القياد أيضًا إذا عرفنا دواءها، ودواؤها ها هنا أن نربيها على الثوابت ونرسخ بداخلها المعاني باعتبارها رواسخ لا تتزعزع، ثم ندفعها للبدء في التطبيق، ولا نتركها لتتراخى في التنفيذ.
أما الثابت ها هنا فهو أن من طبيعة الإنسان الخطأ والضعف والسقوط في الإثم، وأن الله سبحانه علم ذلك من بني آدم فقبل منهم التوبة مرارًا وتكرارًا، ووعدهم بألا يقنطوا ولا ييأسوا ما دامت فيهم حياة.
قال الله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53]. وفي الحديث القدسي الصحيح: «من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئًا» (الطبراني، صحيح الجامع).
وانظر إلى جميل عفوه سبحانه وواسع مغفرته سبحانه كما في الحديث القدسي العظيم: «يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة» (أخرجه الترمذي).
وانظر إلى فعل التوبة الصادقة في الذنوب، كما يقوله صلى الله عليه وسلم: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) (أخرجه ابن ماجه، وحسّنه الألباني).
وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يذنب ذنبًا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له» (أخرجه أصحاب السنن). وقال صلى الله عليه وسلم: «إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته ثم عمل حسنة فانفكت حلقة، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض» (صحيح الجامع). وفي الحديث القدسي: «يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم» (رواه مسلم).
لكن احذر يا أيها النادم التائب، فإنه لا بطالة مع التوبة، ولا قعود ولا كسل مع التوبة، فلا بد للتوبة كي تكتمل من عمل صالح، فكما أنها ترك لما يكره سبحانه فإنها فعل لما يحب سبحانه، وكما أنها تخلٍ عن معصية فإنها تحل بطاعة.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: إن أحد الصالحين كان يسير في بعض الطرقات، فرأى بابًا قد فُتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمه خلفه تطرده حتى خرج، فأغلقت الباب في وجهه، ودخلت فذهب الصبي غير بعيد، ثم وقف مفكرًا، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ولا من يؤويه غير والدته، فرجع مكسور القلب حزينًا، فوجد الباب مغلقًا فتوسده، ووضع خده على عتبة الباب ونام ودموعه على خديه، فخرجت أمه بعد حين، فلما رأته على تلك الحال لم تملك إلا أن رمت نفسها عليه والتزمته تقبله وتبكي وتقول: يا ولدي أين ذهبت عني؟ ومن يؤويك سواي؟ ألم أقل لك: لا تخالفني؟ ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك وإرادتي الخير لك؟ ثم أخذته ودخلت، فتأمل قول الأم... وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: (لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها) (رواه مسلم)، وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء؟! فإذا أغضبه العبد بمعصيته ثم تاب إليه فقد استدعى منه ما هو أهله وأولى به.
فإذا هداك الله إلى توبة قلبية مخلصة، فاحذر الذنوب، واحذر أن تحترق بنارها مرة أخرى، وإذا ما زلت بك قدمك فسارع بالاستغفار فورًا، وبالعمل الصالح، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: (وأتبِع السيئة الحسنة تمحها).
موضوعات متعلقة:
كيف يودع إبليس الإنسان حين احتضاره؟!
أعمال تحرم جسدك على النار.. فما هي؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.