قالت وكالة "الأسوشيتد برس" الإخبارية إن رئيس فرنسا المُقبل لن يكون كغيره، إذ يتنافس على المنصب مُرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن، التي بإمكانها تغيير ملامح أوروبا كما أنها ستصبح أول سيدة تحكم فرنسا، والمرشح الوسطي إيمانويل ماكرون الذي يرغب في تغيير البناء السياسي والاقتصادي الذين عملت بهما البلاد لسنوات، أو ربما عقود. وأشارت الوكالة إلى أن نتائج الجولة الثانية من الانتخابات، المُقرر إجراؤها يوم الأحد، ستكون في يد ملايين الناخبين المحاصرين بين لوبن وماكرون، فإما أن ينزلوا إلى لجان الانتخابات ويمنحون المُرشح الوسطي انتصاره المتوقع، أو أن يبقوا في منازلهم ما يسمح لليمين المتطرف بالفوز. وتؤكد أن نتيجة الانتخابات الفرنسية ستتجاوز الحدود الأوروبي، إذ أنها ستؤثر على الأسواق المالية العالمية، وسيكون لها تأثيرا على ساحات القتال في سوريا وأوكرانيا، وستصبح الشغل الشاغل للدبلوماسيين في الأممالمتحدة. وبعد المناظرة التي جمعت بينه وبين لوبن الأربعاء الماضي، تقول الوكالة إن ماكرون أكد للناخبين الفرنسيين إنه قادرا على حكم فرنسا، وأظهر لهم أنه يستطيع قيادة البلاد بقوة. وأشارت الوكالة إلى أن الأيام الأخيرة من حملة ماكرون شهدت نوعا من الارتباك، إلا أنه سرعان ما استطاع تولي زمام الأمور، وذكر الناخبين بأن والد لوبن، ومُعلمها السياسي، قلل من شأن المحرقة "الهولوكوست"، والتعاون الفرنسي المخجل مع النازيين. ورغم نتائج الاستطلاعات والإحصائيات التي تؤكد صعود ماكرون، تشير الوكالة إلى أن تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، واختيار الأمريكيين لترامب، لا يترك مجالا للثقة من فوز مُرشح حركة "إلى الأمام" ليكون أصغر رئيس يحكم فرنسا في تاريخها الحديث. وتؤكد الوكالة أن الجولة الثانية من الانتخابات لن تكون سهلة. ورأت الوكالة الأمريكية أن ماكرون سيحتاج إلى طاقته وعنفوان شبابه وتفاؤله لكي يقضي على حالة الانقسام العميقة في فرنسا، إذ أن لوبن خصم سياسي لا يستهان به، كما أنه سيواجه مقاومة عنيفة بسبب خططه لتغيير قواعد العمل في فرنسا. ونوهت إلى أن نتيجة الانتخابات لن تنهي حالة الطوارئ في فرنسا، كما أنها لن تحل المشاكل العميقة في الاتحاد الأوروبي، والتي تسببت في البريكسيت وتصاعد الشعبوية في أوروبا.