اهتمت صحف فرنسية بزيارة بابا الفاتيكان فرانسيس إلى مصر يومي الجمعة والسبت الماضيين، والقداس الذي ترأسه بحضور قرابة 25 ألف مصري احتشدوا للصلاة في استاد الدفاع الجوي في القاهرة ولقاءاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وألقى البابا فرانسيس خطابا الجمعة في ختام مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، ودعا فيه كافة القيادات الدينية إلى إدانة العنف المرتكب باسم الدين. كما زار الكنيسة البطرسية في العباسية برفقة البابا تواضروس الثاني حيث شهدت الكنسية تفجيرًا في ديسمبر الماضي أسفر عن نحو ثلاثين مصليا. وشهدت الزيارة إجراءات أمنية مشددة في جميع المناطق التي زارها وأقام فيها البابا فرانسيس (الزمالك – المعادي – العباسية – مصر الجديدة – التجمع الخامس) شارك فيها قوات من الشرطة والجيش. صحيفة لو فيجارو الفرنسية وتحت عنوان صور قوية من زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، قالت إنه في اليوم الثاني من زيارته لمصر احتفل البابا وسط جموع المسيحيين بقداس السبت داعيا إلى التسامح والحوار بين المسلمين والمسيحيين. وأضافت الصحيفة "وصل يوم السبت البابا فرانسيس البالغ من العمر 80 عاما إلى استاد الدفاع الجوي بالقاهرة لتقديم النصيحة ويصلي مع المصلين وكان في انتظاره حوالي 30 ألف مسيحي من كل البلدان. وكان تجمعا دينيا جمع كل الطقوس الكاثوليكية بما في ذلك الكنائس القبطية، الأرمينية، المارونية والروم الملكيين وكان القداس باللغة العربية واللاتينية". أما صحيفة لوبارزيان؛ فذكرت أن "بابا الفاتيكان يدين أعمال العنف التي ترتكب باسم الله"، مضيفة "وفي دولة ذات أغلبية مسلمة لدى الطائفة الكاثوليكية حوالي 272 ألف من المسيحيين الكاثوليك علما بأن الطائفة المسيحية موجودة في مصر منذ القرن الخامس الميلادي". وقالت الصحيفة الفرنسية إنه "ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كانت هناك أوامر كاثوليكية للفرنسيسكان والدومنيكان واليسوعيين للاستقرار في مصر والعمل على إنشاء شبكة من المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية". وتابعت "في سياق متصل كان البابا الأرجنتيني (فرانسيس) قد حضر لقاءً خاصًا مع المسيحيين الأرثوذكس بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة القبطية والذين انضموا في صلاة مشتركة للكنيسة القبطية للقديس بطرس والقديس بولس اللتان استهدفتا من قبل متطرفين جهاديين حيث خلف الهجوم 29 من الضحايا في ديسمبر في قلب القاهرة. ثم وقع كلا من الباباوات بيانا مشتركا يؤكد مجددا قوة العلاقات بينهما من الأخوة والصداقة المشتركة على الرغم من الفصل بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية" وفي تقرير لجريدة ليبراسيون، قالت إنه "في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا البابا فرانسيس الثاني إلى الاحترام غير المشروط لحقوق الإنسان وحرية الدين وحرية التعبير، وأدان كل النزعات الاستبدادية المتطرفة. وندد كذلك بأعمال العنف التي ترتكب باسم الله والشعبوية التي تؤثر على السلام، خلال أول زيارة له لمصر علما بأن مصر اهتزت في وقت سابق من هذا الشهر بسبب هجمات دامية ضد الأقلية المسيحية" . وأضافت "تحت إجراءات أمنية مشددة قام البابا الأرجنتيني بجولة مكوكية يومي الجمعة والسبت بعد ثلاثة أسابيع من هجومين وقعا في التاسع من ابريل ضد الكنائس القبطية الأرثوذكسية التي راح ضحيتها حوالي 45 شخصا وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليتها عن الحادث" . وأشارت الصحيفة إلى "الخطبة التي ألقاها في المؤتمر الذي نظمه الأزهر وبحضور الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر وأدان فيها العنف الذي يرتكب باسم الله ..". وقالت الصحيفة إن هذه الزيارة الأولى للبابا في أكبر بلد عربي من حيث السكان وتحت حالة الطوارئ التي تمر بها مصر، وفي حراسة أمنية مشددة من قبل الجيش والشرطة في كل شوارع العاصمة، حيث تم إغلاق مشارف السفارة البابوية حيث يقيم البابا أمام حركة المرور وبالقرب من الكاتدرائية مقر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية" . ورفض البابا فرانسيس استقلال سيارة مصفحة خلال زيارته للقاهرة، مفضلا استخدام سيارة صغيرة الحجم ماركة فيات الإيطالية. وأضافت الصحيفة أن البابا انتقد في خطابه "الشعبوية الغوغائية التي قال إنها لا تساعد على تعزيز السلام والاستقرار والتحريض على العنف لا يضمن السلام". ثم دعا إلى عرقلة تدفق الأموال والأسلحة من البلاد التي تدعم الإرهاب حتى نمنع نشوب الصراعات وبناء السلام".