قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن الولاياتالمتحدة أرادت بالضربات الجوية التي قصفت بها مطار الشعيرات، توجيه رسالة إلى المجتمع الأمريكي والمجتمع الدولي ونظام بشار الأسد وللمعارضة والجميع، مفادها أن "استخدام الأسلحة الكيماوية في خان شيخون مُحرّم ويستوجب عقابا فوريا." وأوضح عبد الرحمن، في مداخلة هاتفيه على قناة الحدث العراقية، أن الولاياتالمتحدة لم تهدف بهذه الضربة إلى إسقاط نظام بشار الأسد، بل إيصال رسالة واضحة إلى الإنسانية بأن القتل بالكيماوي يجب أن يكون مُحرم، وعلى ما يبدو أنها وصلت. وتابع: "لكن ينغي أن تعي الولاياتالمتحدة أن القتل بالطائرات الأمريكية والقتل بطائرات روسيا والقتل بطائرات النظام ضد المدنيين السوريين يجب أن يكون مُحرّمًا هو الآخر"، مشيرًا إلى أن طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة قتلت 1100 مدني في سوريا، فيما أسقطت الطائرات الروسية روسيا أكثر من 5 آلاف مدني سوري. وأشار إلى تدمير مطار الشُعيرات، الذي انطلقت منه الطاِئرة التي استهدفت بلدة خان شيخون، بشكل شبه كامل، وإخراج كافة الطائرات التي كانت بداخله، بعد أن أصبحت غير صالحة للانطلاق. وفي الوقت نفسه، لفت إلى آراء المعارضة السورية التي تذهب إلى أن ما حدث "تمثيلية" بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، خاصة وأنه من غير الطبيعي أن تُعلن روسيا تدمير مصنع للأسلحة الكيماوية، في الوقت الذي تؤكّد فيه جهات دولية- تواصلت مع المرصد السوري لحقوق الإنسان- أن أقرب نقطة عسكرية في خان شيخون تقع بُعد 200 متر وهي بالأساس خالية من السلاح منذ العام الفائت، ومن ثم فإن الأكاذيب التي تتشدّق بها روسيا "عار" على المجتمع الدولي- بحسب قوله. ومن جهة أخرى، وصف عبد الرحمن روسيا بأنها "متسخة"، قائلًا إنها على علم بأن نظام الأسد هو الذي قام بضرب خان شيخون بالغاز، وهو الذي قتل المدنيين، ومن ثمّ لن تقوم بفعل شيء، متوقعًا لقاء أمريكي- روسي في القريب العاجل. وقال إن الخاسر الأكبر في كل هذا هو بشار الأسد، الذي وصفه بأنه أكبر مُحرّض ومؤيد للإرهاب من خلال قتله المدنيين من أبناء الشعب السوري، لافتًا إلى أن بقاءه على الأرض السورية حتى وقتنا هذا يرجع بفضل الطائرات الروسية والقوات الإيرانية ودعم حزب الله اللبناني. وأكّد على استمرار المرصد- الذي يتخذ من لندن مقرًا له- في رصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات التي تقع بحق المدنيين السوريين سواء من قِبل نظام بشار الأسد أو المعارضة أو الجهاديين أو روسيا أو الولاياتالمتحدة. وكانت القوات الأمريكية وجّهت ضربة صاروخية على مطار "الشعيرات"، التابع للقوات الجوية السورية، فجر امس الجمعة، بتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وذكر البنتاجون في بيان، أن الضربة جاءت ردًا على الهجوم الذي ترجح بأن الحكومة السورية شنته باستخدام الأسلحة الكيماوية على خان شيخون بإدلب، وأسفر عن مقتل وجرح المئات من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال. وأوضح البنتاجون أن الهجمات استهدفت الطائرات، ومضادات الطائرات، ومخزونات النفط واللوجستيات، ومخابئ إمدادات الذخائر، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات، مشددا على أن القوات الأمريكية أخذت احتياطاتها حتى لتجنب وقوع إصابات من المدنيين. ولفت إلى إخطار القوات الروسية قبل الضربة باستخدام خط تجنب تداخل العمليات.
