تباينت أسباب عودة الجنيه للتراجع أمام الدولار في السوق السوداء في نظر مستوردين وتجار، حيث يرى البعض أن ارتفاع الطلب مع عودة طلبات الاستيراد من الصين عقب الأجازة السنوية هناك، وبداية استيراد سلع موسم رمضان إلى جانب عدم توفير البنوك للاحتياجات، بينما يرى آخرون أن السبب الرئيسي هو المضاربات. وارتفع سعر الدولار في السوق السوداء خلال الأيام القليلة الماضية بشكل ملحوظ ليصل إلى مستوى 18 جنيهًا من مستوى 15.75 جنيهًا انخفض إليه خلال الشهر الحالي تزامنًا مع انخفاضه في البنوك إلى نفس المستوى. (الدولار يواصل ارتفاعه في السوق السوداء ويوسع الفارق عن سعره بالبنوك). وأوضح محسن التاجوري نائب رئيس الشعبة العامة للمستوردين، أن صعود الدولار في السوق السوداء يعود إلى تكالب الطلب من المستوردين على الدولار بسبب بدء موسم استيراد شهر رمضان، إلى جانب عودة طلبات الاستيراد من الصين بعد انتهاء الأجازة هناك. وقال التاجوري خلال تصريحات لمصراوي، إن البنوك مازالت غير قادرة على توفير احتياجات المستوردين من العملة، فالأولوية للسلع الغذائية والأدوية، بينما تضع مستوردي السلع الأخرى على قوائم انتظار. وأضاف أنه من يتم وضعه على هذه القوائم ينتظر فترة ما بين أسبوعين إلى شهر لتوفير احتياجاته وهو ما يجعل من الصعب على بعض المستوردين انتظار هذه المدة حتى لا يفقدون صفقاتهم، فيضطرون للجوء إلى السوق الموازية للدولار. من ناحيته، أشار نادي نجيب سكرتير عام شعبة تجار الذهب، إلى أن زيادة الطلب عن المعروض من العملة في السوق الموازية خلال الأيام الأخيرة هو السبب في زيادة سعر الدولار، خاصة بعد عودة طلبات الاستيراد من الصين بعد الأجازة هناك. ولفت في تصريحات لمصراوي، إلى أن مازالت تعليمات البنك المركزي للبنوك بشأن عدم تمويل استيراد عدة سلع تعتبرها البنوك ترفيهية وعلى رأسها الذهب، وهو ما يدفع مستوردي المعدن الثمين للجوء للسوق الموازية بما ساهم في ارتفاع أسعار الذهب في مصر بعد صعود الدولار في الأيام الأخيرة بالسوق السوداء (للاطلاع على أسعار الذهب اليوم: اضغط هنا) من جانبها، حذرت شعبة تجار الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، من اتساع الفجوة في سعر الدولار بين الجهاز المصرفي والسوق الموازية، مما يدفع بإعادة تسريب النقد الأجنبي إلى الأخيرة بعد عودته للبنوك بعد قرار تحرير سعر الصرف في نوفمبر الماضي. وقال أشرف هلال رئيس الشعبة، خلال بيان للشعبة اليوم السبت - تلقى مصراوي نسخة منه - إن إعادة إنتاج سعرين للعملة الخضراء هذه المرة سيكون ثمنه باهظ وتضيع معه كل فوائد إجراءات التعويم "الطفيفة". وأضاف، أنه طالما أن البنك لا يوفي طلبات المستوردين والمتعاملين سيلجأ المستثمرون والمستوردون إلى السوق السوداء، التي نشطت جدًا على مدى يومين. في المقابل، يرى أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، أن ما يحدث في السوق الموازية للدولار هو مجرد "مضاربات" أدت إلى ارتفاع السعر. وقال شيحة في تصريحات لمصراوي،: "طالما أن الدولار موجود في السوق الموازية بالكميات التي يحتاجها أصحاب الطلب عليه ولكن بالسعر الذي يحدده من يتاجرون بالسوق السوداء فهي مضاربات". وأضاف أن البنوك تقوم بتوفير الدولار في حدود المتاح للسلع الاستراتيجية فقط، منبهًا إلى أنه لا يوجد مبررات طلب قوية تؤدي إلى صعود سعر الدولار مرة أخرى. وتساءلت رضوى السويفي رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار "فاروس"، عن سبب عودة السوق السوداء للعملة في ظل نظام التعويم الكامل للعملة، ووجود وفرة من المعروض من الدولار في البنوك خلال الفترة الماضية أدت لصعود أسعار الجنيه بها. وقالت السويفي خلال تصريحات لمصراوي، إن التعويم الكامل للعملة يتيح صعود وهبوط سعرها بالبنوك، وهو ما قام به البنك المركزي حتى لا يحدث ذلك بالسوق السوداء، "فكيف تشهد هذه السوق صعودًا للدولار بعد هذه الإجراءات؟" وتوقعت عودة الجنيه للهبوط مرة أخرى خلال الفترة المقبلة في البنوك، مشيرة إلى أن بدء موسم استيراد رمضان سيؤدي إلى ضغط قوي على الدولار.