لا يزال مواليد الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي يحنون لذكريات أصدقائهم "لوزة ونوسة وتختخ وعاطف ومحب"، أبطال سلسة "المغامرون الخمسة" القصصية للراحل محمود سالم، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم، 24 فبراير عام 2013. عن عمر 84 عاما، توفى سالم، كاتب مجموعات قصصية للأطفال ورائد أدب المغامرات والكتب البوليسية، ومؤلف سلسلة "المغامرون الخمسة" وال"شياطين ال13"، تاركا قصص وحكايات وألغاز نسجت عالما متكاملا لقرائه، بادلوه فيها شغف القراءة والبحث عن الحلول. يقول صاحب "المغامرون الخمسة"، الذي وُلد في الإسكندرية عام 1929، عن طفولته، إنه وأخيه كانا شغوفين بالقراءة، لدرجة أنهما كان يشتريان من مصروفهما الروايات بشكل يومي، وأثناء عودتهما من المدرسة يقوم أحدهما بقراءة الرواية، ويمسك الآخر بيديه أثناء السير. انتقل سالم من دراسة الحقوق لدراسة الآداب، لكنه لم يكملها وانصرف عنها بالقراءة والصيد، إلى أن ساعده أحد أقاربه وتوسّط لتعيينه موظف في وزارة الشؤون الاجتماعية. دخل سالم عالم الأدب من خلال الصحافة، بعدما تعرّف على الصحفيين صبري موسى، وجمال سليم، اللذان كانا يعملان في مجلة "الرسالة الجديدة"، وهي أحد إصدارات دار "التحرير"، حتى أُختير مراسلا عسكريا لصحيفة "الجمهورية" في أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، وبعد أن حقق نجاحا في تغطيته الصحفية للحرب، استقال من وظيفته الحكومية وتفرّغ للعمل الصحفي، حتى أصبح رئيسا لقسم الحوادث في "الجمهورية" قبل أن ينتقل للعمل داخل دار الهلال. ومن خلال مجلة "سمير"، التي تصدرها دار الهلال، اكتشف محمود سالم موهبته في الكتابة للأطفال، وأصبح مسؤولا عن تحرير المجلة، إلى أن غادرت نادية نشأت، رئيسة تحرير المجلة آنذاك، لدى تأميمها عام 1961، لتنتقل إلى دار المعارف، وينتقل هو إلى مجلة "الإذاعة والتليفزيون". عام 1968، بداية سالم في الكتابة القصصية، بعدما اقترحت عليه "نشأت" إصدار سلسلة مغامرات شهرية للأطفال، فقام بتعريب سلسلة إنجليزية تُسمى "The Five"، للمرة الأولى عام 1968، تحكي عن 5 أطفال يتعرضون لمغامرات ويحلون ألغازا ويتعقبون لصوصا ومجرمين، ليظهر "المغامرون الخمسة"، وهم 5 أطفال (تختخ، محب، عاطف، نوسة، لوزة)، يعيشون في المعادي ويساعدون الشرطة في ضبط الجناة وحل الألغاز، في "لغز الكوخ المحترق". استمرت السلسلة في الصدور شهريا لما يقرب من 4 سنوات، وبعدها بدأ إصدار سلسلة "الشياطين ال13"، التي تضم مغامرين من كل أنحاء الوطن العربي يتصدّون لمؤامرات تقودها أجهزة مخابرات أجنبية تهدد سلامته. وتحولت إحدى مغامرات "الشياطين ال13"، عام 2007، إلى فيلم سينمائي، بعنوان "الشياطين"، من إخراج أحمد أبوزيد، كما تحولت سلسلة المغامرين الخمسة إلى مسلسل رسوم متحركة للأطفال. لم يتوقف سالم عن الكتابة حتى الشهور الأخيرة من حياته، إذ واظب على كتابة حلقات جديدة من "المغامرون الخمسة" صدرت عن دار الشروق، بدءًا من عام 2010، وحتى وفاته في فبراير 2013. وفق بيانات دار المعارف فإن التاريخ لم يعرف كاتبًا وزّع 20 مليون نسخة من أعماله مثل سالم، ليبقى علامة بارزة في التاريخ الروائي للأطفال.
