نظم نادي أدب إطسا بالتعاون مع مؤسسة ولاد البلد للخدمات الإعلامية، ومشروع مكتبة القهوة، مساء اليوم الخميس، ندوة بعنوان "حرية الفكر والإبداع"، بمقر مكتبة الفيوم العامة، بحضور الكاتب الصحفي محمد شعير، والناقد الأدبي عمر شهريار، والإعلامية الدكتورة دينا أنور، والحقوقية ياسمين حسام الدين، ممثلة الدفاع في قضية الكاتب أحمد ناجي. بدأت الندوة بكلمة افتتاحية للكاتب والأديب عصام الزهيري، والذي قال "عندما أقرأ قصيدة أو كتاب وأجدها خادشة للحياء فبالفطرة أغلقها ولا أعود لقرائتها ما دامت تضرني... الإبداع الأدبي له مختصون قادرون على البت في جودته وإصدار الأحكام عليه، وليس السجن للكاتب، والغريب أننا نردد هتافات الحرية طوال الوقت، ولكن عند المواقف العملية نرسب في الاختبار". وأضاف "السؤال المطروح حاليآ هو هل يصح أن يجد إنسانا مصيره السجن فقط لأنه أخرج إبداعه؟، مشيرآ إلى أن تضافر جهود الأدباء والمثقفين لتحويل القضية إلى قضية رأي عام هو ما سيخرجهم من هذه الأزمة الفكرية المتعثرة. وتحدثت الحقوقية ياسمين حسام الدين، وشكرت المفكرين والأدباء الذين يعون خطورة الاعتداء على حرية التعبير، لافتة إلى أن "ناجي" أول كاتب يحبس في تاريخ مصر المعاصر طبقآ للمادة 178 "خدش الحياء"، مضيفة "حرية التعبير لصيقة بالوجود، فإذا كنت لا تستطيع أن تعبر فأنت لست موجود، فما كتبه ناجي لا يعد خروجا عن حرية التعبير"، منددة بتحول قرار المحكمة من البراءة في أول درجة إلى الإدانة والسجن. وأشارت إلى أن الأخلاق والفضيلة يحميهما المجتمع ولا يوجد واصي على الأخلاق "لكن الأدب له نقاده المتخصصون فيه والدفاع عنه يكونفي الأوساط الأدبية وليس بالمحاكم". وتابعت "طالما قدمت مذكرات ضد الكتاب مثل إحسان عبدالقدوس ويوسف شاهين، ولكن القضاء استطاع التفرقة بين ما يعد حرية فكر وما يعد جريمة... المشكلة تتلخص في تحول الدولة إلى دولة يمينية متطرفة طالما أتعبتنا بفكرها". وألقت حسام الدين البيان الذي وقع عليه عدد كبير من المثقفين والباحثين والأدباء والنقابيين والشخصيات العامة بالفيوم، طالبوا فيه بإطلاق حرية البحث والرأي والخيال، وإلغاء كافة العقوبات السالبة للحريات والتي تعتبر إعلان الرأي جريمة لمخالفتها لنصوص دستور 2014. وعبرت الإعلامية دينا أنور، عن صدمتها من صدور الأحكام التي وصفتها بالتعسفية ضد الكتاب وأصحاب الرأي، داعية المثقفين إلى التضامن مع المحبوسين ل"أنها قضية تهم الجميع"، وبعدها تحدث الناقد الأدبي عمر شهريار، وندد بأحكام السجن ضد الكتاب والمبدعين، واصفها ب"المنتهكة لمواد الدستور". وقال عمر شهريار، الناقد الأدبي، "إذا صدر الحكم في رواية أحمد ناجي على ما هي عليه وظل حبيسا مسجونا فأظنها ثقب في سفينة الدولة المدنية، لأن هذا الحكم منافي تماما لروح أي دولة مدنية ديموقراطية حديثة". ويرى شهر يار أن إستمرار هذا الحكم يؤكد على فكر الوصاية , وليست الوصاية على الكاتب فقط وإنما وصاية على القارىء أيضآ. وتابع "سجن أي كاتب في أي دولة فضيحة لأنه لم يقتل ولم يسرق، والسجن في قضايا الرأي مرفوض تماما"