أسيوط – فاتن الخطيب: تصوير: ندا أشرف يشهد مركز البدارى بأسيوط الذي يُعد المركز الأول على مستوى الجمهورية فى تصدير الرمان أزمة حقيقية تُنذر بانحسار زراعة الرمان شيئا فشيئ وتراجعها للخلف، إثر المشكلات الجمة والعقبات التي يواجهها المزارعين والمصدرين ... "ولاد البلد"جابت بين المزارع ورصدت شكاوى المزراعين في التحقيق التالى: معاناة بوجه ارتسمت عليه ملامح الحسرة يقول ياسر هاشم، فلاح، "فى شهر 10الرمان بيهجم علينا" يبدأ فى النضج فنبدأ رحلة البحث عن ثلاجة لحفظه وتبدأ رحلة المعاناة فى التنقل بين المحافظات التى بها ثلاجات كالإسكندرية والمنوفية والقاهرة وغيرها، فأسيوط ليس بها ثلاجات، ونضطر لتحمل مشاق السفر وتكبد مصروفاته، فالسيارة الواحدة تكلفتها 120جنيها وإيجار الثلاجة 300جنيها للطن، وفوق ذلك نترك بيوتنا ونمكث فى المحافظات بجوار الرمان فى انتظار بيعه "كده أو أرميه فى الترعة". يتابع هاشم: ولايوجد مصنع تفصيص للرمان بالبدارى فى حين أن الدولة توقع اتفاقيات تصدير بناء على محصول هذا البلد، ومصنع الرمان ذو فوائد مركبة فالرمان يمكن تحويله لعصير ويُورد لكبرى الفنادق وحتى القشر يدخل فى الصبغات وبعض الأدوية وأدوات التجميل، إضافة إلى توفير فرص عمل للشباب وخاصة فى مركزنا فبعد انتهاء موسم الرمان "بنقعد لبعضنا"، فلو هناك فرص عمل لانشغل كل فى حاله. معوقات كان جالسا يسمعنا بترقب وفجأة تسائل محمود محمد، مزارع، أين اهتمامات الدولة لتوفير برادات مصرية بدلا من الاستعانة بالأجانب؟، والتخليص الجمركى يتطلب مصروفات ولايوجد دعم للمُصدر والمزارع، وتصدير الرمان يُدخل أموالا للدولة فى حين أنها لا تساعدنى، وأهم ما نطالب به توفير ثلاجة ومصنع تفصيص. وعن مشكلة مزدوجة يتحدث إيهاب الديب، محام ومزارع رمان، تكلفة الزراعة كل يوم فى زيادة وبنك التنمية يمنح المزارع ربع كمية السماد والباقى نشتريه سوق سوداء، وبعد الحصاد "كل سنة يطلع لنا عفريت"، فالعام الماضى كانت داعش التى كانت تحصل إجباريا 300دولار على البراد أثناء دخوله العراق التى تستورد أكثر من 85% من الرمان، وتكلفة النقل بين الدول وأحيانا نخسر كل شيئ لاختطاف براد مثلا، ولا نجد دعم ولا مساندة من الجهات المختصة. للأسف نحن نصدر الخام الذى يستغله غيرنا فى العديد من الصناعات "إحنا اتعودنا منشتغلش"، فلو لدينا مستثمرين لاستخلصنا العديد من المنتجات وبدلا من تصدير منتج واحد لصدرنا العديد من المنتجات، فنحن لدينا كنز حقيقى اسم الرمان ومنتجاته غالية جدا. خسائر النيماتودا ويعاود ياسر هاشم الحديث قائلا: أكبر مشكلاتنا النيماتودا التى تهاجم زراعاتنا بضراوة ولا نجد أى مساعدة فى مواجهتها، ونخشى أن يأتى اليوم الى تندثر فيه زراعة الرمان فى مركزنا. وعن ويلات الخسارة يقول طارق نصر، بالمقاولات، هجرت زراعة الرمان بسبب مشكلاته فلقد تكبدت خسائر باهظة بسبب النيماتودا التى تلتهم الرمان ولا نجد من يمنحنا حلا لها، وتحولت للعمل فى العقارات. ويشاركه الرأى إبراهيم خلف، مزارع، التهمت النيماتودا فدانين من الرمان وخسرت حوالى 20ألف جنيه فى الفدان الواحد. ويذكر ممدوح أحمد، مزارع، لدى عشرة فدادين أصيبوا جميعا بالنيماتودا فخسرت قرابة 200ألف جنيه وصرت مديونا للبنك. حلول ومن جانبه يقول المهندس مصطفى رشدى، وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، إن علاج هذه اليرقات يتمثل فى عدم زراعة وتحميل محصول شتوى أسفل الأشجار لمراعاة فترة التصويم الخاصة بالرمان فى الشتاء، مؤكدا على ضرورة عمل مصاطب حول جذور الأشجار لكى لا تلامس ماء الرى حتى لا يتم نقل العدوى لأشجار أخرى، مشيرا إلى أهمية تقليم الأشجار، مؤكدا على أهمية استخدام التسميد البوتاسى. عقبات مستوردين من بلاد الشام يجييء نزار رجب، أحد المستوردين، إلى مركز البدارى بعد كل موسم زراعة، ولكنه هو أيضا لم تسلم مهمته من العراقيل فيقول: أكبر العقبات التى تواجهه هى ارتفاع أسعار إيجار البرادات التى تنقل المحصول إضافة لصغر مدة التأشيرات التى يحصل عليها من مصر متمنيا أن تكون مدتها ستة أشهر، موضحا أن دولة العراق هى أكبر الدول المستوردة، حيث تستقبل يوميا 30 برادا محملين بالرمان. طلب رسمى وجاء رد ديوان محافظة أسيوط على مشكلات المزارعين والمصدرين بأن المحافظة تنتظر منهم تقديم طلب يحوى كل متطلباتهم لبحث الأمر بشكل عاجل. 6200فدان يبلغ زمام البدارى الزراعى 18600فدانتمثل المحاصيل منها 10600 فدان وتمثل البساتين 8000 فدان، وتصل زراعة الرمان 6200 فدان من مساحة البساتين.