محللون عن خطاب السيسي بالبرلمان: ''بروتوكولي''.. وأغفل قضايا الرأي العام

تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال خطابه، بمجلس النواب، اليوم السبت، للعديد من التحديات التي تواجه الدولة المصرية، كاشفًا -في الوقت ذاته- عما حققته الدولة منذ توليه مقاليد الحكم، في الوقت الذي أغفل فيه الإشارة لعدد من القضايا الفرعية، التي تشغل الرأي العام المصري حاليًا خاصة ما يتعلق بأزمة نقابة الأطباء مع وزارة الداخلية، حسبما ذكر محللون سياسيون ل"مصراوي".
وأعلن السيسي، خلال خطابه، انتقال السلطة التشريعية إلى البرلمان المنتخب، بعد أن احتفظ بها لفترة استثنائية، عقب توليه رئاسة البلاد.
وأوضح السيسي، أن مصر استكملت خارطة الطريق، التي توافق عليها المصريون، يوم قرروا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة، وفق قوله.
ووجه الرئيس، رسالة للنائبات قائلًا "عبرن عن رأيكن، وكن صوتًا للحق تحت هذه القبة، تمسكن بحلمكن في وطن مستقر وآمن ودافعن عن ذلك بكل ما أتاكم الله من تحدي".
وطالب السيسي، نواب الشعب، بإعلاء المصالح العليا للوطن، والتمسك بالدستور والقانون، وأن يكونوا انعاكاسًا حقيقيًا لنبض الجماهير، مشددًا على ضرورة وضع قضايا التعليم، والصحة، والإعلام، وتجديد الخطاب الديني على رأس أولوياتهم.
من جانبه، أكد الدكتور سمير غطاس، عضو مجلس النواب، أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان خطابًا بروتوكوليًا؛ لنقل السلطة التشريعية لمجلس النواب، مشيرًا إلى أن الخطاب كان بمثابة كشف حساب، لإنجازات الدولة بالفترة الأخيرة.
وأوضح غطاس، أن الرئيس أعاد الكثير من العبارات والتصورات، التي قدمها في خطابات سابقة، مشيرًا إلى أن الرئيس شدد على في خطابه، على التصدي للمؤامرة، التي تحاك لمصر.
وأشار غطاس، إلى أن 3 نواب على الأقل، هتفوا خلال الخطاب "سد النهضة يا ريس"؛ حتى يضمنه الرئيس في خطابه، كأحد التهديدات الموجهة للأمن القومي المصري، والذي قد يرتقي ليصبح "تهديد وجود".
ولفت النائب البرلماني، إلى إن نجاح الرئيس السيسي، الذي تطرق له خلال كلمته أمام البرلمان، لا يمكن أن ينكره أحد، مشيرًا إلى أن جوهر خطابه كان يدعو في جوهره، للمزيد من التنسيق بين سلطات الدولة.
وأشاد بتركيز الرئيس في كلمته، على إنجازات الدولة في مجال التعليم، مؤكدًا أن ذلك يتماشى مع فكر مجلس النواب، وما لديه من رؤية لتقدم مصر في مجال التعليم.
طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة، والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أكد أن خطاب الرئيس أمام مجلس النواب، تضمن دعوات كثيرة، كان للشباب نصيب الأسد فيها، حيث خصهم بالذكر 4 مرات في خطابه، وشدد على طلبه من الحكومة والمحافظين، بضرورة تعيين الشباب كمساعدين لهم، كونهم شريكًا أساسيًا في بناء دولة المستقبل.
وأضاف فهمي أن المرأة ذُكرت في خطاب السيسي أمام البرلمان 3 مرات، إحداها اختص بها النائبة، والمرتين الأخريتين دور المرأة في الدولة المصرية، بالإضافة إلى أنه جدد دعوته لتجديد الخطاب الديني مرة واحدة، ووجه التحية لعلماء الدين، كونها أعم وأشمل.
وأشار فهمي، إلى أن السيسي لم يتطرق إلى الحديث عن أزمة نقابة الأطباء وسد النهضة؛ لأن الخطاب مرتكز على رؤية عامة للأوضاع في مصر.
وقال يسري العزباوي، رئيس منتدى الانتخابات بمركز الأهرام للعلوم السياسية والاستراتيجية، إنه الرئيس التزم في خطابه بالنص المكتوب باللغة الأدبية، ولم يخرج عن المألوف.
وأوضح العزباوي، أن الرئيس لم يتطرق إلى الحديث عن قضيتي سد النهضة، ونقابة الأطباء، ولكنه أرسل إشارات عامة للعديد من القضايا، مضيفًا "الرئيس تحدث عن الديمقراطية أربع مرات وتجديد الخطاب الديني والإعلام والقضية الفلسطنية".