اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أحكام الإعدام التي نفذتها السعودية بحق 47 شخصا قالت إنهم أدينوا بتهم الإرهاب والتطرف بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر "شأنا داخليا"، بينما انتقد صدور حكم الإعدام بحق الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي. تصريحات أردوغان اعتبرها كثيرون متناقضة، عندما اعتبر أحكام القضاء لدى حليفته – المملكة العربية السعودية شأنا داخليا، بينما انتقد واعترض على أحكام القضاء أيضَا في مصر والتي لا تربطه بها علاقات دبلوماسية منذ 2013 بعدما سحبت القاهرة سفيرها لدى أنقرة. وقال اردوغان يوم الأربعاء إن "أحكام الإعدام التي نفذتها السعودية بحق 47 شخصا شأن داخلي"، وأضاف "نحن لا ننظر إلى الإعدامات في المملكة العربية السعودية بعين الطائفية". وأشار إلى "وجود مؤسسات بالسعودية تحكم بالإعدام كما في إيران وأمريكا، ولذلك لا تسمع صوتا من أحد إذا تم إعدام أحد". وصرح رجب طيب إردوغان، في إشارة واضحة إلى إيران، "أن من التزموا الصمت إزاء قتلى سوريا يحدثون جلبة الآن لإعدام سجين واحد في السعودية". وعلاقة تركيا بالمملكة العربية السعودية مؤخرًا في أفضا أحوالها، فقد زار الرئيس التركي أردوغان الرياض 3 مرات خلال العام الفائت حيث كانت الزيارة الأولى في يناير الماضي للمشاركة في تشييع الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وتلتها زيارة مطلع مارس الماضي، وأخيرًا زيارة مع نهاية شهر ديسمبر. زيارة أردوغان الأخيرة إلى الرياض شهدت الاتفاق على تشكيل مجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوي بين البلدين، بحسب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والذي أشار إلى أن مجلس التعاون الاستراتيجي يهدف لإيجاد نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وأنه سيكون مهتما بأمور عديدة بما فيها الأمور الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطبية، والطاقة وغيرها. بينما أدان اردوغان حكم الإعدام بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي، وقال "هناك أحد الرؤساء والقادة الذين حكم عليهم بالإعدام في مصر.. محمد مرسي.. هذا الشخص الذي كان رئيساً للجمهورية المصرية في يوم ما .. كيف قمت بإصدار حكم الإعدام عليه وهو رئيس". وأضاف "هل كان إرهابياً؟ ... من الذي قام بالانقلاب العسكري... جنرال من الجنرالات العسكرية وهو السيسي قام بعمل انقلاب عسكري وضربة عسكرية في مصر ثم قام بإلقاء القبض على الرئيس وأصدر عليه حكما الإعدام ... هل تكلم أحد .. هل أحد صدر صوته بخصوص حكم الإعدام الذي صدر بخصوص مرسي .. لم يصدر أحد صوتاً ولكن تركيا لم تصمت جراء هذا الموضوع .. إذن كيف يمكن... أن نصمت جراء هذا". وكانت العلاقات المصرية التركية، في أفضل أوقاتها في بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011 ووصلت إلى ذروتها في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك عندما أعلن رئيس الوزراء التركي آنذاك أردوغان في خطابه أمام البرلمان التركي في 2 فبراير 2011، دعم بلاده للثورة المصرية ومطالبة الرئيس مبارك بالاستجابة لمطالب الشعب المصري الممثلة في رحيله وتنحيه عن الحكم، كما كان عبد الله غول أول رئيس دولة يزور مصر ما بعد الثورة مارس 2011، كما أن أردوغان وزار مصر مصر عقب فوزه مجددًا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في يونيو2011، وكسر البرتوكول الدبلوماسي حيث تكون قبرص أول زيارات رئيس الوزراء الخارجية، ثم يتجه إلى أذربيجان، وقد اصطحب أردوغان في زيارته لمصر ستة من وزارئه، وعدد كبير من المستشارين والدبلوماسيين وما يزيد عن 250 من رجال الأعمال والمستثمرين. ولكن مع خروج ملايين المصريين إلى الشوارع رفضا لحكم مرسي إلقاء وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بيان عزل مرسي بالاتفاق مع القوى السياسية والدينية والشبابية، عمد الرئيس التركي على وصف ما حدث ب"الانقلاب العسكري" ووصف محمد مرسي ب"الرئيس المختطف". واستدعت مصر سفيرها من تركيا في أغسطس 2013 وبلغت تركيا في نوفمبر من ذلك العام بأن السفير التركي في القاهرة "شخص غير مرغوب" فيه. وتدار علاقات البلدين على مستوى قائم بالأعمال منذ ذلك الحين. كما أن تركيا تحتضن المئات من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين الصاد بحقهم أحكامًا قضائية ومطلوبين على ذمم قضايا أخرى.