10 أيام إضراب في شركة '' بتروتريد''..خسائر بالملايين وعمال متهمون ''بالتحريض'' ( تقرير)

شهد الأسبوع الماضي، تطور في إضراب عمال شركة الخدمات البترولية "بتروتريد" عن العمل الذي بدأ منذ 10 أيام، في 56 فرع من فروع الشركة على مستوى الجمهورية للمطالبة بإقالة رئيس مجلس إدارة الشركة متهمينه بالفساد وجميع أفراد مجلس الإدارة.
مطالب العمال.. الإقالة أولا
قال أحد العاملين بالشركة، رفض ذكر اسمه، إن رئيس الشركة أمل العليمي قام بصرف مكافأة أربع شهور لنفسه بما يعادل 100 الف جنيه باعتبار أنه سيخرج على المعاش في 21 ديسمبر المقبل، بالإضافة إلى صرف 12 ألف جنيه للمديرين والمساعدين الذين عاونوه على ذلك ، وهو ما كان شرارة الغضب للعاملين التي دفعتهم للمطالبة بإقالة رئيس الشركة..
وأضاف أن مطالبهم لا تنحصر في ذلك فقط، بل أنهم يطالبون بتطبيق الائحة التأسيسية القديمة وتعديلاتها وتعديل العلاج الأسري والشخصي اسوة بباقي شركات قطاع البترول، وتثبيت حافز الإنتاج الجماعي بنسبة 100% لجميع العاملين دون استثناء، وحل اللجنة الادارية المعينة من قبل رئيس مجلس الإدارة السابق، ومحاسبة المسئولين عن الأزمة الأخيرة وإعلان النتائج على العاملين بشفافية، كاملة تعيين لجنة من الرقابة الادارية لكشف الفساد داخل الشركة.
وتابع ،" نطالب بإقالة مساعدي رئيس الشركة للشئون المالية علي حسين، ومساعدة رئيس الشركة لشئون الدلتا خيرية ابو القمصان، ومدير عام الموارد البشرية إبراهيم السيد، لتعنتهم في تلبية مطالب العمال وسياستهم التي وصفها بالتعسفية تجاههم".".
احتجاز عاملين بأقسام الشرطة
وفي رد فعل مضاد من الإدارة، حررت محاضر لعدد من القيادات العمالية بالشركة، واحتجاز 5 منهم في قسم الساحل بتهمة التحريض على الإضراب.
وقال أحد العاملين بشركة بتروتريد، رفض ذكر اسمه، إنه عند توجه العاملين صباح أمس إلى مقر عملهم بفرعي الساحل وشبرا مصر، اتضح أنه تم إيقاف 5 منهم ومنعهم من الإمضاء في دفتر الحضور، بحجة أنهم محرضين على الإضراب.
وأضاف أنهم قرروا التوجه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر اثبات حالة، ولكنهم فوجئوا باحتجازهم في القسم بتهمة التحريض على الإضراب، وأن الشركة حررت محضر ضدهم منذ 5 أيام.
وأوضح أنه بالفعل تم احتجاز كلا من عبد الوهاب صبيح وأحمد عواد وحسام الحفني ومحمد خلف والطاهر حسن بقسم شرطة الساحل، حتى تم الإفراج عنهم نهاية اليوم.
أساليب الإدارة لإجهاض الإضراب
18 الف عامل هو العدد الذي شارك في الإضراب من العاملين بجميع فروع الشركة، وذلك في الوقت الذي حاولت الإدارة كسر الإضراب بكافة الطرق المشروعة و غير المشروعة و استخدام حرب الإشاعات بدعوى رجوع الموظفين للعمل، و من خلال الترهيب بإيقاف أكثر من 165 عامل و تحرير عشرات المحاضر باقسام الشرطة ضد الموظفين لارهابهم
وعلى الرغم من كل هذه الإساليب التي استخدمتها الإدارة لإجهاض الإضراب، إلا أن العمال لا يزالون مستمرون في إضرابهم الذي سيستأنفونه بداية من الأحد المقبل، رغم التهديدات بتحرير محاضر جديدة باقسام الشرطة و إيقاف المئات عن العمال.
إجراءات تصعيدية
وقام العاملون بإرسال خطابات مسجلة بعلم الوصول لكلا من اللجنة الإدارية ووزارة البترول لاخطارهم بالاضراب حتي يأخذ الإضراب الصفة القانونية.
وهدد العاملون بالشركة، أنه في حالة عدم الإستجابة لمطالبهم خلال الأسبوع الحالي سيتم تحويل هذا الإضراب إلى اعتصام مفتوح في مختلف فروع الشركة، مؤكدين أنهم قاموا بإرسال مذكرة لرئاسة الجمهورية بمطالبهم.
خسائر بالملايين
قال محمد سعفان، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبترول، إن النقابة تدخلت لحل أزمة صرف المكاقآت لعدد من موظفي الشركة دون الصرف لباقي العاملين، وبالفعل تم تعليق منشور بإلغاء توزيع هذه المكافأت وردها مرة أخرى.
وانتقد سعفان، في تصريح لمصراوي، استمرار إضراب العاملين حتى الان مستنكرا اتخاذهم شعار الإخوان لهم وهو "مكملين"، في حين أن الشركة تعتبر من الشركات "الخسرانة" وعلى الرغم من ذلك حققت العام الماضي أرباح 26 شهر.
وتابع رئيس النقابة ، " ازاي اديهم مرتباتهم على هذا الشهر في ظل توقف عملهم، ومن المفترض أن يعود هؤلاء إلى العمل أولا ومن ثم مناقشة باقي مطالبهم وما حدث معهم من وقف عن العمل أو تحرير محاضر ضدهم، وأن هناك من يحرض على هذه الدعوات للإضراب".
وأكد أن هذا الإضراب تسبب في عدم تحصيل فواتير الغاز بمبالغ كبيرة تصل إلى ملايين الجنيهات.
وأضاف سعفان، أن النقابة العامة تؤكد أن العاملين بشركة بتروتريد وطنيين تهمهم مصلحة مصر قبل اي شئ وما يحدث ما هو إلا من فئة قليلة تستغل مطاب العمال لإشعال الشارع المصري وندعوهم للعودة للعمل على أن تقوم النقابة بدراسة كافة مطالبهم.