مع "ألوانات".. أطفال "المنيا" هيتعلموا باليه

في أحد شوارع مدينة المنيا، كان الشباب الثلاثيني ماركو يقف مع عدد من الشباب في مدينة المنيا، يدعون عدد من الأهالي بالبلدة لمشاركة أطفالهم في فاعليات تكسر حاجز مواهبهم، بين الغناء وتعلم الموسيقى والتمثيل، يدعو فريق "ألوانات" إلى دعم الموهبة بداخل الصغار، بإمكانات بسيطة وآمال واسعة، من بينها أيضا فن الباليه، الذي استحدثه الفريق مؤخرا.
صعوبة وجدها الفريق في بداية الدعوة للتدريب على الباليه، بحسب مؤسس المشروع ماركو عادل، والذي يقول ل"مصراوي" إن فن الباليه يكاد يكون منعدم في محافظات الصعيد، بحكم العادات والتقاليد توضع عدد من الحواجز على ممارسة الفن ككل، ويعد الحديث عن الباليه "قلة أدب" في نظر عدد من الأهالي بمحافظات الصعيد، ولا سيما المنيا.
موهبة الأطفال غير المحدودة هو ما دفع الفريق لنشاط الباليه، ويقول ماركو إن ذلك تجلى في فن الزومبا أو الرقص الحركي الذي أداه الاطفال، ويصل عدد المتقدمين إلى أول ورشة باليه إلى ثلاثين طفلا ذكورا وإناثا إلى الآن في "ألوانات"، ومن خلال الرسم والمزيكا والتمثيل المسرحي، تعرف أصحاب المبادرة على قدرة الأطفال على أداء معظم الفنون، ويفكرون في فن الباليه كمشروع مقبل يتعلمه الأطفال من خلال مدربين للرياضة الراقصة والإيقاعية، "نفسنا نكسر حاجز كل الفنون عند الاطفال، إحنا بنحب الفن ونفسنا نخلق مناخ مناسب للأجيال الجاية".
"وأنا بنتي هتلبس استرتش أدام كل الناس؟"، "ده قلة أدب".. كانت تلك عدد من التعليقات السلبية التي واجهت "ألوانات" في بداية الدعوة للباليه، وسط تعليقات كثيرة – بحسب ماركو- مشجعة للرقص، مضيفا "رغم كدة لقينا أولياء أمور متشجعين للفكرة وقدموا لأولادهم في تدريب الباليه، وكمان سمعنا رأي الأطفال المشاركين في الزومبا ومنهم كتير اتحمس للباليه"، ويشير صاحب المبادرة إلى أن تكلفة الطفل تصل إلى 100 جنيه شهريا بحسب مستوى الطفل، قائلا إنها تكلفة المدرب ومكان التدريب فقط.
يأمل "ألوانات" وصول هؤلاء الأطفال إلى العالمية، فمنهم من لا يقل عن محترفين إذا تم تدريبهم جيدا، على الرغم من العوائق التي تواجه المبادرة الشبابية وهم التمويل المادي وكذلك بعض العوائق في التصريحات الأمنية، ليقول صاحب الممبادرة "ساعات بنستني شهرين وتلاتة عشان فاعلية في الشارع، ده بيقتل حماسنا ومجهودنا، بالإضافة إن لو فيه معرض أو ورشة مش بنلاقي ممول؛ لإن المعارض الفنية مش موجودة بكثرة في المحافظة".