انطلقت بعد صلاة الجمعة اليوم في عدد من المحافظاتالأردنية مسيرات شعبية نصرة للمسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف) وتنديدا بالأعمال الإجرامية التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضده وضد الشعب الفلسطيني الأعزل. ففي العاصمة عمان، نفذ المئات من الأردنيين من مختلف القوى والفعاليات الحزبية والشعبية بعد صلاة الجمعة اليوم اعتصاما انطلق من ساحة مسجد الكالوتي بالقرب من السفارة الإسرائيلية، إلا أن الأجهزة الأمنية الأردنية فضته بالقوة واعتقلت عددا من المشاركين فيه بحسب شهود عيان. وفي مخيم البقعة (الذي يعد أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في العالم ويقع على بعد 27 كم شمال غرب عمان)، انطلقت مسيرة منددة بالإجراءات التي قامت بها قوات الاحتلال والتعديات الواقعة على المقدسات الإسلامية. وطالب المشاركون - في المسيرة - الأمة العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالوقوف ضد المحاولات الصهيونية في النيل من المقدسات الإسلامية وقيامهم باختراق حرمة الأقصى وباحاته في تحد واضح لمشاعر المسلمين، معربين عن رفضهم للممارسات والأعمال العدوانية المستمرة والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال على الأقصى وسكان القدس. ورفع المشاركون في المسيرة يافطات وشعارات منددة بالعدوان، مرددين هتافات تستنكر جرائم المستوطنين وتؤكد أن فلسطين عربية وعاصمتها القدس إضافة إلى حدود فلسطين من النهر للبحر والدعوة إلى الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف ، وأنه لا حلول سلمية مع الاحتلال الإسرائيلي. وفي الزرقاء (45 كم شرق عمان)، نددت مسيرة، نظمتها مختلف الأحزاب والفعاليات الشعبية في المحافظة ، بالهجمة الإسرائيلية على الشعب العربي الفلسطيني في القدس وكافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث ردد المشاركون هتافات تنادي بنصرة القدس والمقدسيين ونصرة أبناء فلسطين بشكل عام. وفي لواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك (تبعد أكثر من 120 كم جنوبعمان)، نظم الحراك الشعبي والفعاليات الشعبية والحزبية مهرجانا خطابيا لنصرة الأقصى، حيث أكد المشاركون ضرورة ردع الكيان الصهيوني الذي لا يحترم المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات والوقوف بوجه غطرسته واعتداءاته المتكررة على المسجد المبارك وعلى الشعب الفلسطيني المسالم، مثمنين وقفة الأردن وقيادته الهاشمية وشعبه في وجه الأطماع الصهيونية الرامية إلى تغير معالم الأقصى والقدس الشريف. يشار إلى أن العاهل الأردني والرئيس الفلسطيني محمود عباس كانا قد وقعا بعمان في 31 مارس 2013 اتفاقية أعاد فيها عباس التأكيد على أن الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها خصوصا الأقصى المعرف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف. وتمكن هذه الاتفاقية - التي تؤكد على المباديء التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس - الأردنوفلسطين من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدسة من محاولات التهويد الإسرائيلية، كما تهدف إلى حماية مئات الممتلكات الوقفية التابعة للمسجد الأقصى المبارك. كما تنص معاهدة السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل في عام 1994 والمعروفة باسم (وادي عربة) في مادتها التاسعة على أن يمنح كل طرف للآخر حرية الوصول للأماكن ذات الأهمية الدينية والتاريخية، وأن تحترم إسرائيل وفق إعلان واشنطن، الدور الحالي الخاص للمملكة في الأماكن المقدسة بمدينة القدس.